فضاءات

إشراقة : الشاعر ناصر الثعالبي

الشاعر ناصر محمود علي الثعالبي، من مواليد1945 البصرة ، خريج معهد العلوم الاجتماعية في موسكو. انتمى للحزب الشيوعي مبكرا، سجن في عام 1963 لمدة سنتين، ثم اعتقل في عامي 1971 و 1978، وأضرب عن الطعام في السجن مع رفاقه لمدة طويلة. هرب بعد خروجه من الاعتقال وأكمل في إحدى الدول دورة عسكرية (قوات خاصة) توجه بعدها الى كردستان. اعتقل في سوريا بنقطة العبور، ثم هرب الى لبنان، بعدها غادر الى كردستان، ملتحقا بقوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي، ومن الوجبات الاولى للملتحقين، أصبح آمرا لسرية زاخو. عند خروجه من كردستان، درس النقابات في جيكوسلفاكيا (سابقا)، ثم أصبح سكرتيرا لحركة العمال النقابية في الجمهورية العراقية. كتب الثعالبي الشعر بنوعيه الفصيح والشعبي منذ بداية الستينات.غادر الى هنكاريا ومن ثم الى هولندا فاستقر فيها ولازال يواصل نشاطه السياسي والأدبي. التقت "طريق الشعب" الشاعر الثعالبي، وكان لها معه هذا الحوار:
• ما آخر إنجازاتك الأدبية ؟
آخر إنجازاتي قصائد للحزب والغربة، وبعض ذكرياتي التي نشرتها على شكل حلقات بعنوان (حكاية لاجئ سياسي)
• هل ترى كوة ضوء في العتمة التي تخيم على الوطن ومن أين يأتي الأمل برأيك؟
أرى كوة الضوء في وطن أغرقته العتمة، في وحدة اليسار بكافة فصائله وشخصياته ومؤسسات المجتمع المدني كرقيب نشط، وأن يعرف هذا اليسار المتشتت هدف وحدته في هذه المرحلة ويعمل على إنجازها. التيار الديقراطي بمكوناته الوطنية أساس العمل، وبرنامجه التخلي عن النظرة الحزبية والقومية والطائفية الضيقة. هو محك الإنطلاقة التي توصل النور الى نفق الظلام، والتي تؤسس لدولة العدالة الاجتماعية والمؤسسات الدستورية، دولة مدنية ديمقراطية. مع أني أدرك صعوبة تحقيق ما نترجيه في هذه الظروف المتشابكة التعقيد، ولكنها لن تكون مهمة مستحيلة إذا صدقت النوايا، وبذا يكون من الواجب اتجاهنا في الانتخابات النيابية القادمة الى قائمة التحالف المدني الديمقراطي وأخواتها، لضمان صوتنا الديمقراطي وأنا متفائل بالنجاح وإن كان نسبيا.
• ما آخر كتاب قرأته ؟
آخر كتاب قرأته (نيلسون منديلا رحلتي الطويلة من أجل الحرية) ترجمه عن الانكليزية (عاشور شماس). لقد أعجبتني فيه حكمة سلطان قبيلة منديلا القائلة (القائد كالراعي يسير وراء القطيع فيدع أكثرها رشاقة يتقدم، وبقية القطيع تتبعه دون ان تعرف أنها توجه من الخلف).
• كيف ترى واقع الشعر في عراق اليوم ؟
الأدب والفن يرتبط تطورهما بتطور المجتمع ورقي حضارته وتقدمه، والمجتمع العراقي، ومنذ نصف قرن حوصر وسلبت حريته، وحوصر إبداعه، ولابد أن ينعكس ذلك على إبداعه اللاحق، فأصبحت كثير من نتاجاته مشوهة، غلبت عليها الحروب ومسميات تفاصيلها .وأنا أراه يمر في فترة مظلمة، لكن هناك ثمة بروق تنوّر في هذا الظلام. وثمة تأسيس لأعمال تعيد بهاء العراق ومجده، إنها تنتظر فرصة متاحة يحققها الجهد الديمقراطي العام، فهو وحده الذي يحاصر عصر الظلام والجاهلية.
• كيف تنظر الى تجربتك في الغربة ؟
تجربة الغربة قاسية، ولكنها فتحت أمامي الآفاق الواسعة وأغنت تجاربي الأدبية ووسعت مداركي بتنوع الثقافات والتجارب، وفرشت لي مساحات كانت محاصرة. الغربة لا تشكل انتماء، بقدر ما تشكل هاجسا يذكرني بوطني أبدا، فاتجه اليه، فقد عودني أنه لن يستسلم للسلب، وأن آدابه وفنونه وعلومه ستنتصر، وأن مقيّديه سيذهبون الى مزبلة التاريخ، وأن وعي مجتمعه سيبرهن على صحة اختياراته القادمة.