فضاءات

علٌو في المقهى الثقافي العراقي في لندن يطوع الساكسفون في إظهار جمالية المقام / عبد جعفر

في إمسية جمعت بين البحث الأكاديمي والموسيقى والطرب، قدم ضيف المقهى الثقافي في لندن، الفنان عمار علٌو، محاضرة عن (الساكسفون وعلاقته بالمقام العراقي) بالإشتراك مع عازف الساكسفون جك بيكس وذلك يوم 26-1-04.
والفنان عمار هو باحث طبي في مرض السرطان، ولكن هوايته الأساسية هي الموسيقى، أذ كان يعزف على الساكسفون عندما كان عمره 14 عاما، بعد أن تتلمذ على يد إستاذ الموسيقى (عبد الرزاق عبد الوهاب)، وعند خروجه من العراق، درس موسيقى الجاز في ميونيخ بألمانيا، وفي مستقره الأخير في بريطانيا يواصل بحثه في عزف العديد من المقامات بآلة الساكسفون.
وفي البداية تحدث الفنان عمار من خلال عروض السلايدات على الشاشة، عن آلة الساكسفون، فهذه آله حديثة إخترعها الفنان البلجيكي آدلوف ساسك عام 1840، وتتميز بجماليتها والعذوبة التي تضيفها في عمل الفرق الموسيقية. ويبلغ مجالها الصوتي أوكتافين ونصف أوكتاف، وهي أنواع وحسب الطبقة الصوتية التي تنتجها، ولكن الأكثر أستخداما أربعة أنواع:
هي السبرانو، وآلتو، والتينور، والبارتون
والساكسفون يتنمي الى الآلات الخشبية رغم أنه مصنوع من المعدن، والسبب وجود (الريد) المصنوع من الخشب والقريب من فتحة النفخ والذي بدونه لايمكن العزف، بالإضافة أنه يعطي جمالية لآلة وتميزها عن الآلات الموسيقية الأخرى. وأنتشر استخدام الساكسفون وخصوصا في الولايات المتحدة وتزامن مع انتشار وتطور موسيقى الجاز وصار ملازما لها. وأنتشر كذلك في الدول العربية وبرز العديد من عازفي الساكسفون في مصر والعراق.
وأشار عمار الى أن الساكسفون هو آله غربية، ولكن كيف نستطيع
أن نعزف ربع تون فيه بما يتناسب مع الموسيقى العربية؟ هذا التحدي الذي أعمل فيه، وتمكنت و بمرور الزمن من إخراج الربع تون في عزف الساسكفون، ذلك عبر تكنيك خاص أستخدمه بأصابعي، وأتمنى أن أعزف المقامك كاملا على هذه الآلة.
وأكد أنه قبل الحديث عن علاقة الساكسفون والمقام العراقي أوضح أن المقام هو تحفة فنية متكاملة وهو يختلف عما يستخدم في المناطق العربية الأخرى، ومع الأسف أنه عد من ضمن التراث الإنساني المعرض للإندثار، والمقام يختلف من منطقة الى أخرى ومن قارىء مقام الى أخر، وهو ينتقل من جيل الى أخر من خلال السمع، ومع الأسف لم تجر محاولات جادة جامعة لتوثيقه، وأعطى أمثلة للمقامات العراقية بأصوات مختلفة من قبل قارئي المقام يوسف عمر، وحامد الساعدي، وحسين الأعظمي، ومحمود حسن، وأشار الى الإرتجال في داء المقام الذي يلعب دورا مهما في إبراز الإختلاف وجمالية الصوت من مغني الى آخر.
وبعد ذلك قدم نماذج ممتعة من المقطوعات الموسيقية لعدد من المقامات على آله الساكسفون ومنها مقام البنجاه والرست، وأشترك معه الفنان البريطاني الشاب جك بيكس، كما ساهم الفنان إحسان الأمام في تقديم عدد من المقامات مع مرافقة الفنان عمار على أله الساسكفون.
وأضفى الحيوية على هذه الأمسية نقاشات الجمهور مع المحاضر حول آلة الساكسفون وتاريخها وأختلاف العزف على أنواعها وطرق العزف.