فضاءات

وداعاً، فقيدنا الغالي فريد رضا "أبو نيما"/ د. حسن بدر

برحيل المهندس الكيمياوي فريد رضا، المناضل والشخصية السياسية والاجتماعية المرموقة، يكون أهله وأصدقاؤه وكل معارفه، قد فقدوا إنساناً شهدتْ له الساحات بالنضال والإخلاص والثبات على المبدأ. كان ذلك في "عقد الأكراد" أولاً، وفي مدارج كلية العلوم بجامعة بغداد، الني نال منها درجة البكالوريوس في الكيمياء، أواخر الستينات، ثم في سجن "نقرة السلمان" سيء الصيت. وفي ذلك كله، عُرفَ فريد رضا، الذي كان رفاقه وأصدقاؤه يلقّبوه باسم "أبو فهد" قبل أن يُرزق بإبنته البكر "نيما"، بنضاله من أجل مصالح العراق العليا في الحرية والسعادة والدفاع عنها بأبهى وأنبلْ وأثبتْ صور الدفاع. كما أنه عُرف بمواقفه الإنسانية النبيلة مع جمهور العراقيين ممن هُّجروا، أو أُكرهوا على الهجرة، إلى إيران وسوريا، في أوائل الثمانينات، حين كان يبادر إلى مد يد العون إلى كل من كان بحاجة إليها وبكل ما استطاع إلى ذلك سبيلا. وبين أهله وذويه، كان أبو نيما أخاً ومربياً كبيراً تحس بدفئه ووزنه الثقيل حتى وأنت بعيد: فلم يكن ينسى واجبه تجاه شهيد أو مريض أو غائب، ولا هدية مَنْ تفوقَ في دراسته، ولا "خرجية" مسافر.
فقيدنا الغالي، يا مَنْ صَرعَك المرض والموت فانتزعك منا ونحن ما نزلْ في أمسْ الحاجة إليك: وداعاً. ولكن عزاءنا أن نرتقي نحن، ممن تَعلمَنا بين يديك، ونهلنا من كرم يديْك، وكنا طوع يديك، أن نرتقي نحن إلى مستوى مُثلك وقيمك، فنواصل حملها والتمسك بها.