فضاءات

د. غالب محسن ورحلة مشوقة في كتابه الجديد : ( رَحَّالة ... تراجيديا النشيد الأخير ) / اديسون هيدو

 

 

 

استضاف البيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية ورابطة الأنصار الشيوعيين في مدينة كَوتنبيرغ السويدية يوم الأحد الثاني والعشرين من شهر فبراير / شباط 2014 الجاري وعلى قاعة البيت الدكتور غالب محسن في أمسية ثقافية ممتعة أدارها الأستاذ رسول علي, استعرض فيها المؤلف كتابه الثاني (رحالة .. تراجيديا النشيد الأخير ) الذي أصدره هذا العام بعد كتابه الأول ( تأملات وطن مهاجر / اصدار عام 2013 ) , حضر الأمسية نخبة مثقفة من أبناء الجالية العراقية المقيمة في المدينة ومن المهتمين بالشأن الوطني والثقافي العراقي.
الكتاب كما يقول الكاتب في مقدمته ( هو ليس كتاب تأريخ ، بل هي قصة إنسان. ونَشيدُ رَجلٍ مرّ بمحطاتٍ وأحداثٍ عِبْرَ الزمكان, ورحلةٌ أمتدّت لأكثرِ من عشرين عاماً. من قرى ومرافئ الجنوب، ومدن المآتم والرمال، فوق قمم الجبال وفي باطنِ الأرضِ والوديان. دموعٌ وعواصفٌ وأمطارٌ وثلوجٌ ووابلٌ من النيران. لكنها كانت أيضاً تحليقاً في سماواتِ الأحلامِ والخيال ، وعِبْرَ غاباتٍ من فرحِ النساءِ وصمود الرجال. كثيرون ممن شاركوا في هذه الرحلة أو كانوا جزءاً منها قد غادرونا وتركوا على الأرجحِ أثراً أو جُرحاً يُذكِّر بهم وبتلك المحطات . آخرينَ غادروا بهدوء متلحفينَ بغطاءِ النسيان , وإذا كانت هي رحلةٌ عِبْرَ الزمكان فأن الكثير من ذلك الواقع لم يعد موجوداً ليس بفعل الزمن والتطور المجتمعي فحسب بل أيضاً ما يمكن أن نُسميه بالتدمير المتعمد جرّاء السياسات والحروب التي مرّت بجيلنا).
واضاف الدكتور محسن في حديثه ( انا لست مؤرخاَ وكتابي ليس كتاب تأريخ فهو لا يخضع فيه تناول الأحداث للصرامة العلمية والدقة في البحث أو ما يسمى بالتحليل الموضوعي وما تقتضيه الكتب الأجتماعية العلمية . بل سرد تاريخي لاحداث عشتها شخصياَ او سيرة ذاتية ان صح التعبير تغلب عليها التجربة الفردية وتداعياتها وإن كانت في مرات عديدة تأتي ضمن تجربة مجتمعية أكبر ) .

وبعد ان سرد المؤلف محطات عديدة من كتابه وباسلوب شيق شد المستمع اليه فتح باب النقاش وطرح الاسئلة شارك فيها عدد من الحاضرين الذين قدموا ملاحظاتهم واراءهم ومداخلاتهم القيمة اغنت المحاضرة بشكل كبير .

والدكتور غالب محسن ناشط سياسي واجتماعي من مواليد البصرة 1955 , خريج كلية الادارة والاقتصاد في جامعة البصرة عام 1978 , غادر العراق بعد اشتداد مطاردة البعثيين للشيوعيين والوطنيين في 31 / اب 1979 الى الكويت ومن ثم الى اليمن في شباط 1980 , في نهاية عام 1980 التحق بحركة الانصار قبل ان يصاب بمعارك بشتاشان في ربيع 1983 حيث اصدر وقتها نشرة ادبية نصف شهرية بعنوان ( الرماة ) , وفقد حينها الكثير من نتاجاته واعماله المكتوبة في هذه الاحداث .

في عام 1983 غادر الى سوريا للعلاج ثم انتقل بعدها الى اليمن من جديد , في عام 1990 نال الدكتوراه في الاقتصاد السياسي في بلغاريا , وقبل مغادرته بلغاريا عقد قرانه فيها في ايار من نفس العام على شريكة حياته منال ابنة الشهيد الياس حنا كوهاري حيث رزقا بمولودهم الاول أوروك عام 1991 ثم ابنتهم لارسا في العام 1995 .

منذ العام 1994 يعمل في بلدية مدينة كَوتنبيرغ السويدية كاقتصادي , وينشر منذ اعوام في الصحافة الالكترونية ( الانترنت ) واحيانا في الصحافة السويدية , يعمل الان على ترجمة كتابه الثاني الى السويدية وفي نفس الوقت يعمل على انجاز كتابه الثالث الذي من المؤمل ان يصدر في العام القادم.