فضاءات

من يصنع ادوات الشر يقع ضحيتها / وفاءالربيعي

 

تم الترحيب بالكاتب المسرحي ماجد الخطيب والذي تمت استضافته في امسية ثقافية في نادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين يوم الجمعة المصادف 14 اذار 2014 ، وتقديم نبذة عن نصوصه المسرحية بالاضافة الى النصوص التي قام بترجمتها ، تطرق الى مسرحيته الاخيرة ثور فالارس التي صدرت في مراكش نهاية العام 2013 والتي كتب في مقدمتها:
ان البحث في اعماق التاريخ عن قصة ثور فالارس اوصله الى رواية حقيقية تقشعر لها الابدان قصة حقيقية وليست اسطورة عن احد اكثر طغاة التاريخ الاغريقي دموية فالارس 570 قبل الميلاد وعن قصة الثور النحاسي لحرق معارضيه وعن دور فيثاغورس في تقويض حكم الارهاب .

اراد الكاتب ماجد الخطيب في هذه المسرحية مناقشة موضوعة مهمة جدا بعد ان طرحها ايضا في مسرحيته عاشق الظلام ، الا وهي اشكالية المثقف والسياسي، اشكالية المبدع والطاغية، اشكالية المثقف مع ذاته فما هو الدافع الذي يجعل فنانا مبدعا مثل النحات بيرليوس ، يبدع الة تعذيب جهنمية مثل الثور النحاسي كي يضعه بين يدي طاغية دموي مثل فالارس لشي معارضيه؟
هل هو صراع الفنان مع ذاته الذي اوصله الى ان يستبدل الجمال بآلة تعذيب ليتقرب من الطاغية ليحصل على عطاءاته والذي كانت نتيجته انه اول من عذب واحرق في هذه الالة؟
ام يندرج ذلك ضمن سياسة الترغيب والترهيب كما حصل مع الشاعر الثوري الوارد ذكره في المسرحية ( بارليوس) والذي كان من اتباع فيثاغورس ، هذا الذي هجا الطاغية واستنكر الواقع لكنه تراجع وانزوى امام عطاء واغراءات فالارس له؟
في هذه المسرحية استطاع ماجد الخطيب اسقاط المعاصر على السابق كما ذكر الكاتب لطيف الحبيب في مداخلته .
هذه الآلة لها ما يشابهها في التاريخ المعاصر وهو ماكنة ثرم البشر التي استخدمها الطاغية صدام حسين في التخلص من معارضية والتي كانت فوهتها موجهة الى النهر ليكون اللحم البشري المثروم طعاما للسمك كما ذكر ذلك في مداخلته الدكتور كاظم حبيب
اما الدكتور برهان شاوي فقد اشار الى انتقال ماجد الخطيب من كتابته في العامية الى الفصحى وان التجربة العراقية في كتابة النص الدرامي المسرحي التي يتبعها الكاتب ماجد الخطيب قليلة.
وفي الختام اراد ان يوصلنا الكاتب الى سؤاله وهو
لماذا ينسى المبدعون من مختلف العصور حكمة
من يصنع ادوات الشر يقع ضحيتها