فضاءات

البصرة.. حفل مهيب بميلاد الشيوعي العراقي

البصرة/ توفيق الشاهينفي يوم ربيعي بصري مفعم بالنشاط و العنفوان و الفرح و على شرف الذكرى الثمانين لميلاد حزبنا الشيوعي العراقي أقامت اللجنة المحلية في البصرة عصر الجمعة و على قاعة عتبة بن غزوان وسط العشار احتفالا مهيبا حضره حشد كبير من أبناء المحافظة ذوي الوجوه المشرقة بالحب و بالأمل و المعززة بالثقة و حب الوطن، حيث استهل الرفيق قاسم حنون عريف الحفل مرحبا بالذكرى الثمانين مؤكدا على تاريخ حزبنا و أمجاده و مآثره و مرحبا بالضيوف الكرام ممثلي الأحزاب و القوى الوطنية مبتدئا الحفل بالوقوف لسماع النشيد الوطني ثم الوقوف دقيقة صمت استذكارا لأرواح شهداء حزبنا و الحركة الوطنية و الرفاق الذين رحلوا حديثا غالب كاظم وطارق شبلي. ثم القى الرفيق جبار مصيخ عضو اللجنة المحلية كلمة

المحلية التي سلطت الأضواء على الاوضاع السياسية و الاجتماعية التي أملت تأسيس الحزب الشيوعي في بلادنا حيث جاء فيها (( تمر علينا الذكرى الثمانون لميلاد حزبنا الشيوعي العراقي ، حزب العمال و الفلاحين و شغيلة اليد و الفكر . و بمبادرة شجاعة ــ أملتها الضرورة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية ــ من كوكبة مقدامة من الرواد الأوائل من الرفاق الذين اخذوا على عاتقهم مسؤولية تأسيس حزب شيوعي يلبي و يعبر عن طموحات و أهداف الطبقة العاملة و حلفائها و عموم شعبنا في الحياة الحرة الكريمة بعيدا عن الاستغلال الطبقي ملتزما قضايا الشعب و الوطن العادلة و في جوهرها و عمقها قضية الجماهير الكادحة و لتحقيق شعار وطن حر و شعب سعيد )). و أكد على تنوع نضال الحزب طبقيا و وطنيا حيث قال (( خاض حزبنا و عبر ثمانية عقود نضالا طبقيا و وطنيا عبر معارك و نضالات وطنية و طبقية و اجتماعية مفعما بنكران الذات و التضحيات الجسام على مدى تاريخه دفاعا عن حقوق شعبنا الوطنية المشروعة و كرامة وطننا ))، و كذلك تناول إصرار حزبنا على النضال في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية لعموم أبناء شعبنا عبر بناء تحالف انتخابي واسع حيث جاء بكلمته (( إن حزبنا إذ يواصل نضاله في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية و إرساء الدولة المدنية الديمقراطية التي من شأنها تحقق العدالة الاجتماعية باعتبارها الضمان الوحيد في بناء الوطن و السعي لتحقيق حرية الشعب و استقراره عبر استنهاض الطاقات الوطنية و الهمم المخلصة و توحيدها في إطار التيار المدني الديمقراطي للعمل المشترك وفق برنامج يلبي طموحات أبناء شعبنا من خلال بناء تحالف انتخابي واسع عابر للطوائف و الاثنيات أساسه المواطنة و الكفاءة و النزاهة )) . و أشار مصيخ إلى أهمية استلهام العبر و الدروس من تاريخ الحزب و بلادنا تواجه ظروفا عصيبة حيث قال ((إن بلادنا تشهد المزيد من التعقيدات و التدهور في ظل أزمة بنيوية عامة تزداد في ظلها معاناة المواطنين و بؤسهم و خشيتهم من المستقبل و من تطورات الأوضاع المفتوحة على أخطر الاحتمالات حيث تدهور أمني مريع خصوصا بتصاعد العمليات الإرهابية و اتساعها عددا و نوعا و إزهاق أرواح المئات من أبناء شعبنا و بشكل يومي و نزوح وتهجير عشرات الألوف من العوائل من مناطق العمليات العسكرية في الفلوجة و الانبار و ديالى مما يهدد النسيج الوطني لشعبنا . و تطرقت الكلمة أيضا إلى الأوضاع السيئة التي يعيشها أبناء البصرة و مما جاء فيها ((كذلك تشهد البصرة أوضاعا سيئة جدا و على كافة الأصعدة أمنية و سياسية و خدمية و اجتماعية حيث السطو المسلح و الاختطاف و الاغتيالات و النزاعات العشائرية و سوء الخدمات و تراكم النفايات في الشوارع و الأسواق و أمام منازل المواطنين، و صراع سياسي بين الكتلتين الرئيستين دولة القانون و المواطن . المتضرر الأول منها المواطن البصري حيث تعطل المشاريع و تعارض الصلاحيات و إرباك تام في جميع المجالات و مما يزيد من المعاناة تأخر إقرار قانون الموازنة .و أشار مصيخ إلى أهمية المشاركة الواسعة في الانتخابات و ضرورة التغيير حيث قال ((إزاء الأوضاع تلك أصبح التغيير ضرورة لابد منها في النهج و الممارسة و في نمط التفكير و هذا لا يتحقق إلا عبر المشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة و اختيار المرشحين الأكفاء ذوي الأيادي البيضاء المخلصين لشعبهم و وطنهم .و أختتم كلمته مجدا و سلاما للذكرى الثمانين لميلاد حزبنا الشيوعي العراقي .و تخلل الاحتفال قصائد و أهازيج التي تغنت بتضحيات و حب الشيوعيين للوطن و الشعب و التي شارك فيها عدد من الشعراء حيث ألقى الشاعر مقداد مسعود قصيدته ( في كل وقت .. يقول الشيوعي ، تصبحون على خير جاء فيها :ـ
الشيوعي يتقدمنا إلى قمر .. قبل أحلامنا ::
يخبز موته جسرا
لكي تعبروا
يصعد الورد من موته
تصير السماء وردية
و ألآس
شمسا
و لا يمكث طويلا في سهوب السماء
يترجل و ألآس منها
لتنهض منه بهجة الكائنات ...
ثم ألقى الشاعر المبدع عبد السادة البصري قصيدته (( وحدك تزهر ربيعا )) قال فيها :ـ
وحدك ...
وحدك عرفت السر
فكانت العشبة لك..

لك وحدك !!
أخطأتك المقاصل
رغم وحشيتها ..
فصرت تعتليها مبتسما
و من أعوادها ..
تصنع مشاعل فرح و انتصار
ثم ألقى الشاعر صبيح عمر قصيدة بعنوان " ليس الآن " قال فيها :ـ
أينما أولي وجهي ،
فثم العراق
في التراب و الهواء و المطر
لم يستصرخوا الوهم في السراب
تجاوزوا الخوف
حين استعصوا على الموت
نبحث عنهم ...
نحن الناس الذين كانوا ؟
تطرز بساتين القلب ،
بشمس لا تغيب

و ألقى الشاعر لميع داود سلمان قصيدة شعبية ألهبت حماس الحضور و طلبوا منه الإعادة مرارا بعنوان " حمامه " جاء فيها :ـ
بين جفي و الأصابع
مزهريتين و حمامه
هاك اخذ وحده إعله جفك و إحضن أوياي الحمامه
هاك

نزرع كل عيون وادمنه ضوه
انعلم ازغار المدينه
اشلون تلتم الجفوف
تصير جن كتلة حديد
ثم ألقت الشاعرة الواعدة زهراء العيثان قصيدة شعبية عبرت فيها عن معاناة المواطن و تصارع الكتل المتنفذة و عمليات التفجير و الاغتيالات و التدهور الأمني الذي هو نتيجة لذلك الصراع .
وصلت الحفل برقيات تهنئة من العديد من الأحزاب و القوى السياسية و منظمات المجتمع المدني ( حزب الفضيلة الإسلامي ، الوطني الديمقراطي ، الحركة الاشتراكية ، الحزب الليبرالي ، اللجنة التنسيقية للتيار الديمقراطي ، تجمع الوحدة الوطنية ، المجلس السياسي ، اتحاد نقابات العمال ، اتحاد الأدباء و الكتاب في البصرة ، الشركة العامة للصناعات البتروكيمياوية ، منظمة العمل الوجداني ، الحزب ، جمعية الاقتصاديين ، التجمع الثقافي الحديث ، المرشح ثائر الاعرجي عن البديل المدني المستقل ، رابطة السجناء و المعتقلين السياسيين ) و قدمت باقتين ورد من مدير قصر الثقافة و الفنون و توفيق العبادي حركة العدالة و التنمية .و تخلل الحفل تكريم عددا من الرفاق و هم (، طالب غالي ، عبد الزهرة حسب , شكيل فرهود، عبد الزهرة عذار ، كاظم زاهدي ، خديجة عبد العزيز ، عدنان صادق ، عبد الحسين علوان ، عباس رحيمه ، حبيب العيداني ، محسن ملا علي ، حسن الملاك ، جميل اللامي ، كريم الحجاج ,لازم كريم . عبد الرضا العيثان ، خزعل ديوان , كريم عاشور ، و الفقيد غالب كاظم المالكي .
شاركت فرقة الطريق بوصلة فنية ألهبت حماس الحضور و انشدادهم لأدائها عددا من الأغاني السياسية مثل أغنية " يا بو جريدة " و كذلك قدم الفنان قصي البصراوي أغاني على أنغام الخشابة أبهجت الحضور . و اختتم الحفل بالإصرار في الذود عن مصالح شعبنا و السعي بحزم أكثر في النضال لتعميق الديمقراطية و اشاعة الحريات و تحقيق التنمية الشاملة و تصفية مخلفات العهود السابقة واقامة الدولة المدنية الديمقراطية.