فضاءات

وجوه ثقافية وإجتماعية تستذكر شاعر الأمطار والأبجدية/ عبد جعفر

 

 

 

 

 

في4-4/2014، في اليوم الأخير، للمعرض التشكيلي الذي أقيم بمناسبة الذكرى ال80 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي في المركز البولوني في غرب لندن، جرت وقفة إستذكار على روح فقيد الأدب والفن المبدع محمد سعيد الصكار الذي غادرنا مؤخرا. شارك فيها العديد من الوجوه الثقافية والإجتماعية.
وتحدث فيها الرفيق رضوان الوكيل سكرتير منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا، عن فقدان الصكار الإنسان المبدع والصديق والوجه اللامع في الثقافة الوطنية العراقية والشخصية الوطنية التقدمية المرموقة.
ذكرا عددا من الشهادات التي قيلت فيه ونعي المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الذي جاء فيه أن الفقيد (أثرى المكتبة العربية بالعديد من الكتب الثمنية، وصالات العرض بالعديد من معرض خطه العربي الجميل المتميز ولوحات رسومه، والمؤتمرات والندوات بالكثير من المداخلات المفيدة والممتعة).
بعده قدم الشاعر والفنان صادق الصائغ كلمة مؤثرة
جاء فيها:

آخرهم كان الصكار، وهذه القصيدة تستعيد نفسها له، لكنها ،أيضا، لهم جميعا، أعني لمن طبعوا اسماءهم بحبر لا يمحى على أزمان، حالفني الحظ لأن أعايشهم جميعا عبرها عن قرب وعن بعد، فجعلت أرفض حمل موتهم على محمل الجد، فهم، حتى في صمتهم من نوع قادر على الإفصاح ، وحتى في موتهم المزعوم قادرون على تسيير الحياة، وأن بشكل غير منظور، وعلى تزويد أرضنا العطشى بسواقي الإبداع والإلهام والبكورة.
لذا، هذه القصيدة ليست رثاء، بل مديح لهم ولزمن سخي أنجبهم وجعلهم غير زمنيين. ولولاهم ما كان لحياتنا أن تكون بمثل هذا القدر من الجمال والحب والتلاحم.
فسقيا لهم من قبل ومن بعد، فهم أورثونا حياة مخضبة بنور جديد. فسقيا لأجمل الناس للسياب،و والجواهري البياتي وبلند الحيدري ولحسين مردان ولرشدي العامل، ولعقيل علي، ولمهدي محمد علي، وجان دمو، وسركون بولص، وآخرهم كان الصكار.

ثم ألقى قصيدة (طيور الماء)

الشُعَراءُ
الأحْلى
الأغلى
الأنـْبًـلْ
الهُمْ طَـلْعُ النَخْلْ
وَسَمَادُ الأَرْضْ
وَزَرازيْرُ الصَيْفْ
وطـُـُيُورُ المَـاء

الشُعَراءُ ذَوو الأسْمَالْ
ذَوو الأجْذالْ
ذَوُو الآظلالِ
المُضْطَرمونَ أمَامَ القَـيْدوُمِ
المـُلْتَصِقُونَ بـِقلبي كَدُمـُوعِ الشِعْرْ

الشُعَراءُ
الأحْلى
الأغلى
الأنـْبًـلْ
خَدَعُوني
رَحَلـُوا دُوني
فـَرْدَاً فـَرْداً رَحَلـُوا
تَرَكُوني
طـَيْراً مَكـْــتُـوُفَ الجُنـْحَيـْنْ
مَشْدودَاٍ للأرْضْ
تـَخَذُوا هيئآتِ طـُيُوْرِ الـمَاءْ
وَمَضوا نَحْوَ المرْتَفَعَاتْ
كـَسَحَائبِ صَيْفْ

الشُعَرَاءْ
الأحْلى
الأغلى
الأنـْبًـلْ
يالـَهُمُو!
أيْنَ مَضوا ؟
أيَ طَريْقٍ سَلَكوا؟
هل سَيَعُودُونَ ؟
أيَحطـّوُنَ عـَلى نـَافـِذتي ثـَانِيَة ً؟
هَلْ يَرْتَدعُونْ
وَمَتى سَيَكــُفـّوُنْ
عَنْ هَذا التـَحْليْقِ الطائِشْ ؟

الشُعَرَاءْ
الأحْلى
الأغلى
الأنـْبًـلْ
يالـَهُمُو!

يالـَهُمُو!

يَالٍي !

يَالٍي !

يَاللأوْغـَــــادْ
يالـَلوَحـْشَهْ !!!!