فضاءات

سلام الصكر: غالبية اعمالي المسرحية استفزازية / حاوره فهد الصكر

في زمن ما، ومنذ دراسته في اكاديمية الفنون الجميلة، أشاح المخرج المسرحي سلام الصكر عن ذاتٍ مسرحية انجزت بالاسلوب الجاد أعمالا تحمل وعيا وفكرا، لا سيما حين اختار رائعة الشاعر التشيلي بابلو نيرودا "تألق جواكان موريتا ومصرعه"، ليدخل من خلالها فضاءات المسرح العراقي، مسجلا بصمته الفنية الخاصة.
بعد هذا العمل وتحديدا عام 1979 ، غادر الصكر بلده بسبب وحشية النظام المباد التي مارسها ضد الوطنيين، ليحط على أرض اليمن، مشمرا عن نفسه قيود الدكتاتورية، ثم استمرت رحلته الفنية وصولا الى مستقره الأخير في السويد.
وقريبا من عالمه المسرحي، كان لـ"طريق الشعب" هذا الحوار معه:
هل لك أن تحدثنا عن مسرحية "عند الحافة" التي أثارت في وقتها جدلا في الاوساط المسرحية؟
مسرحية "عند الحافة" لا تختلف عن باقي مسرحياتي، أمثال "العارف"، و"مملكة الكرستال"، فكلها مسرحيات مشاكسة فاضحة لا تتهاون مع طرفي الصراع، من يملك القرار ومن يسمح بتطبيقه، لتستمر مأساة هذين الطرفين. ولذا غالبا ما تجد في أعمالي استفزازات داخل العرض او بعده أحيانا، سلمية كانت أم عدوانية. كما حصل كثيرا مع "عند الحافة"، أو "الدوامة" التي قدمت في الجزائر والمغرب، والتي فضحت استغلال البعض للدين من اجل المصالح الشخصية.
ما مدى حضوركم المسرحي في بلاد الغربة؟
منذ مغادرتنا البلد كمسرحيين عراقيين، شكلنا فرقا مسرحية عراقية، وساهمت فنانة الشعب الراحلة زينب، بجمع قدراتنا، لنقدم بعد ذلك اول عروضنا في اليمن وفي كردستان. وان هذه التجربة كشفت عن اسلوبي المحدد، وهو اهتمامي بالفكرة وبالممثل، لافتقادي باقي عناصر العرض المسرحي، وليكون اسلوبي المميز لاحقا قليلا من المؤثرات المسرحية، وغنيا في الموضوعة والفكرة والاسئلة المطروحة.
باعتبارك أحد مؤسسي "فرقة ينابيع المسرحية" في الخارج، هل لك أن تحدثنا عن كادرها؟
ان غالبية أعضاء الفرقة، هم من الانصار الشيوعيين العراقيين الذين شاركوا في الكفاح المسلح بكردستان ضد النظام الدكتاتوري المباد، وقدموا اعمالهم في اقسى الظروف، وللأسف ما زالوا يعانون التهميش على الرغم من عشرات الأعمال المهمة التي شاركوا فيها. فالقائمون على الشأن الثقافي في العراق لم ينصفوهم أو يقدموا لهم الاهتمام المطلوب. ومن أبرز أعضاء الفرقة، هم: نضال عبد الكريم، وصلاح الصكر، وحيدر ابو حيدر، وغيرهم.