فضاءات

عبد الواحد كرم " ابو حسام": من حجم معاناة الفلاحين صرت شيوعيا

 

فاضل زيارة
على شرفِ الذكرى الثمانين لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي ووفاءاً واستذكاراً وتكريماً لما بذلهٌ الرعيل الاول من تضحياتٍ، تم تقليد الرفيق المناضل عبد الواحد كرم سلمان (الخال ابو حسام) ميدالية الحزب من قبل الرفيق صادق الجواهري.
هنَ الثمانون اقمارٌ وما انطفأت هالاتهنَ ورغم الضيم يبتسمٌ
يامنجلاً بادلتهٌ الحب مطرقةٌ يخضرٌ عودكَ لاشيبٌ ولا هرمٌ
لقد استقبلَ الرفيق ابو حسام هذه المبادرة بفرحٍ غامرٍوبشرٍ واضح على محياه. ارادَ الرفيق ابوحسام النجاح في نضالهِ وادركَ ان لكل نجاح مفتاح وفلسفة وخطوات ينبغي الاهتمام بها، ولذلك اصبح النجاح عنده علماً وهندسةً، فالنجاح فكرا يبدأ وشعورا يدفع ويحفز، وعملاً وصبراً يترجم، وهو في الاخير رحلة – نعم رحلة الرضا عن النفس فيما اختار وفيما افنى سني عمره وفيما وصل بقناعة اليه.
من مدينة كميت في جنوب العراق تنظيماً الى بغداد نضالاً الى مالمو حيث القناعة التامة بان الشيوعية وحدها من تديم زخم النضال وتوفر العيش الرغيد لشعوب العالم.
انه المناضل الخال والرفيق عبد الواحد كرم سلمان، جبتها سنوات نضال كما قال حيث تشربت بالافكار الشيوعية على ايدي المعلمين في كميت، اذ كان الشيوعي عبد علوان الطائي من زودني بالعديد من المنشورات والكتب وكان يدعوني الى حزب التحرر الوطني الواجهة للحزب الشيوعي العراقي. قرأت الكثير واثار انتباهي عبارة العمال والفلاحين وحقوق المرأة، وبدأت استوعب ما اهمية العمال وكيف تمنح المراة وحقوقها ونحن الذين نراها مجرد خادم وملحق في بيت العائلة، ثم عرفتٌ بان الشيوعية ليست محلية بل هي فكر عالمي، فصرت شيوعيا وكان علي وبين هذا الوسط الفلاحي ذو الوعي المتدني، ان يكون عملي الحزبي نوعيا، فتوصلت اليهم عن طريق مصالحهم وهي علاقتهم بالارض ومما كانوا يعانوه من الاقطاعيين انذاك حيث كان قانون اللزمة للاراضي، وبذلت جهوداً لمقاومتهِ عن طريق تنظيم وفود احتجاج الى بغداد. وقد نشرت ذلك الكثير من الصحف وفي مقدمتها جريدة الجهاد الذي كان يراسها الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري. ثم جاءت ثورة تموز ورشحت عضوا في الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية الذي كان يقوده الرفيق المناضل كاظم فرهود والذي يسكن السويد حاليا.
بعد تسلط البعثيين على الحكم عام 1963 القي القبض علي واودعتً السجن لكوني شيوعياً، واثناء المحاكمة الصورية دافعتٌ عن الحزب وهتفت بسقوطِ البعثيين مما ادى الى ضربي من قبل جلاوزة البعث من الحرس القومي داخل المحكمة. وصدر علي حكماً بالسجن لمدة خمسة عشر عاماً، الا اني قضيت منها سبع سنوات واطلق سراحي بقرارات العفو، وقد حاول البعثيون استمالتي للعمل معهم وقدموا لي الإغراءات والتي فشلت جميعها وكنت متابَعا من قبل الامن مما اضطررتً الى الهروب الى لبنان ثم الى سوريا وبعدها الى السويد.
اضاف الرفيق ابو حسام على انه كان راضيا تمام الرضى عن سياسة الحزب ووظف نفسه لخدمتهِ حيث توصل الى قناعة راسخة بان الشيوعية هي خلاص الشعب ومما زاد من ايماني هو اكتسابي للوعي من خلال النضال والقراءة واستشراف تجارب العالم السياسية. كما اشار الرفيق الى ان الحزب تعرض الى الكثير من العقد ومر بمحطات كثيرة اثرت عليه منها ( القيادة – الفردية – الظروف الموضوعية) وانا لا احمل الحزب اكبر من طاقته وهو يتعرض لنكبات وتحيط به ظروف كثيرة ومنها مثلا انهيار تجربة البناء الاشتراكي وتكالب الدول الاستعمارية والرجعية العربية.
وفي الختام اكد الرفيق على انه يقدم الشكر والامتنان للحزب ويتمنى له العمر المديد في ظل نجاحات تترى على الساحة السياسية العراقية، ويقدر جيدا عمل الرفاق في كافة الارجاء ويخص بالذكر الرفاق العاملين في داخل الوطن. كما قدم شكره لمنظمة الحزب في السويد على ما تبذله من عمل متفاني في سبيل بناء العراق وخدمة لشعبه من خلال الدولة المدنية الديمقاطية المنشوده.