فضاءات

المثقفون يحتفون برجل الصحافة الحر/ عبد جعفر

 

 

في جو إحتفالي حضرته وجوه ثقافية وأدبية وإجتماعية، جرى يوم 30-4/2014 الإحتفال بالكاتب والصحفي أحمد المهنا وذلك في مؤسسة الحوار الإنساني في لندن.
وتحدث في هذا الأحتفال الذي أداره الكاتب عدنان حسين أحمد، كل من الشاعر عواد ناصر والقاص عبدالله صخي، والشاعر فوزي كريم، والكاتب خالد القشطيني.
وقال عدنان في تقديمه أنه من حق الصحافة أن تحتفي بأبنائها والمحتفى به اليوم شخص معروف، هو الكاتب أحمد المهنا وهو من مواليد المحمودية عام 1954 وأكمل دراسته في الجامعة المستنصرية كلية الآداب قسم اللغة العربية، ومارس الصحافة منذ شبابه، وعمل في وسائل إعلام مختلفة وفي بلدان عديدة، صدر له كتابان هما (الإنسان والفكرة، والأمر رقم واحد)، وقد منحته صحيفة (طريق الشعب) جائزتها السنوية، ويشغل حاليا منصب مجلس نقابة الصحافة الوطنية العراقية.
وفي حديثه قال عواد ناصر:
لم أعرف أحمد المهنا إلا في بيروت عام 1979 عندما كنا لاجئين على اللاجئين. السبب الذي يقف وراء عدم معرفتي به في بغداد يؤشر الى ما صار عليه أحمد في بيروت وما بعد بيروت. أختار أحمد مبكرا أن يعتني بفرديته وما أنطوى عليه من حرية داخلية حصنته ضد السرديات الكبرى في حياتنا، نحن الذين صرنا أصدقاءه.
وقال عبدالله صخي أنه في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي التقيت أحمد المهنا .كان شابا تطل وسامته بجوار رجولة مبكرة. عندما سمعته يتسم بطلاقة وخبرة لا يتوفر عليهما شخص بمثل سنه يومذاك.
وبخلاف الآلاف من أبناء جيلي الحزبيين، الذين هاجروا هربا من الموت من أقبية التعذيب أو أحواض الأسيد، لم يكن أحمد المهنا منتميا الى جهة سياسية، ومع ذلك أختار المنفى لأنه لم يتحمل سطوة الأستبداد، لم يتحمل سيطرة الطغيان وتكميم الأفواه وإحصاء أنفاس المواطنين.
إنه كائن يبحث عن الحرية، طائر لا يستطيع التحليق إلا في سماء فسيحة، وكانت يتبنى مشروع عدالة ركناها الأساسيان المعرفة والحب.
وأضاف فوزي كريم أن أحمد المهنا كيان عقلي وهذا ما نحتاجه، وقد دخل الصحافة وهو حر حتى لا يكون تحت هيمنة معينة. وتميز بطريقة كتابته وتوصيل الفكرة الى القارئ ، كما تميز كتابه ( الإنسان والفكرة) بقيمة خيط يجمع المقالات وهو الخيط العقلاني ومحاربة كل الفيض العاطفي ومصادره للتشويه.
وأكد القشطيني في علاقتي مع أحمد عندما كان رئيس تحرير العلم أنه وجد فيه إنسانا واسع الأفق ولديه شعور بالحرية الحقيقية عكس الأخرين المتزمتين، هو لم يرفض مقالة لي إيمانا منه بقبول الأخر وهو ما يعكس شخصيته.
ثم تحدث المحتفى به ، وما جاء من حديثه:
عام 1979 خرجت من بلد صحافة جادة جدية مرهقة للغاية، الى بلد صحافة ملونة من أقصى الجد الى آخر اللعب: لبنان. ويومذاك بدت الحرب الأهلية في بلد الأرز بردا وسلاما قياسا الى الحكومة الشمولية في بلد النخل.
وهناك تلقيت الدرس الأساس في الصحافة. أدمنت قراءة الأخبار وعناونها في جريدتين. كانت صحيفة (السفير) نارا كبرى. أما صحيفة (النهار) فكانت رصانة كبرى. هناك الأشياء مكبرة عشرات المرات. والأشياء هنا معروضة بحجمها الطبيعي. وبين اتجاهين، بين صحافة الرأي وبين صحافة المعلومات، كان هناك فرق!
وكانت صحافة الرأي هي المنصورة في ذلك الزمن. وكان مثال (النهار) نادرا. وقد استهواني وبدأت منذ ذلك الوقت أحاول التجذيف في مياهه. ولكنني كنت أضطر الى الفشل في ذلك اضطرارا.
واشار الى ان الثالوث المعروف ( الدين والسياسة والجنس) مازال محرما بدرجة أو أخرى في عالمنا العربي والأسلامي. ولكن هذا لا يعفي أبدا الصحفي، المؤمن بتقديم خدمة الحقيقة، من واجب العمل بقول رجل عظيم بها ( حقا إنني كثيرا ما أفكر في أشياء وأوقن بصحتها، ولكنني لا أجد الشجاعة للتصريح بها، ومع هذا يستحيل على أن أقول شيئا لا أعتقد بصحته).
وفي نهاية حديثه ، جرى حوار بين الجمهور والكاتـب اشار فيها الى أن طموحه ليس العمل في الصحافة وأن لديه ميل الى عالم الكتب منه أكثر الى عالم الصحافة.
مؤكدا أنه لا توجد في العراق حرية تعبير بالمعنى الصحيح للكلمة.
بعد ذلك قدم الأستاذ غانم جواد هدية رمزية بأسم مؤسسة الحوار الإنساني والمركز الثقافي العراق هدية رمزية على تمثل (مسلة حمورابي) مؤكدا فخره بتقديم هذه الهدية لأحد أعمدة الثقافة والصحافة العراقية.