فضاءات

كاظمية رخيص..من لها..؟؟/ احمد عواد الخزاعي

في احدى قرى محافظة ذي قار وبالقرب من ابراج النار الازلية التي يسيل عليها لعاب العالم باسره مصدر الثروة في العراق المحروم منها شعبها منذ اكتشافها على ارضه ..في غرفة طينية ليس فيها سوى بساط مهترئ وفانوس اكل الدهر عليه وشرب تعيش هناك امرأة عجوز ضريرة تخطت الثمانين عام بلباسها الاسود السرمدي الذي ادمنته نساء الجنوب كما ادمنت القحط والحرمان ..وجرغدها السومري الذي يحمل عراقة وعظم هذه الارض ...انها كاظمية رخيص أخت العريف الشهيد حسين رخيص الذي قام في عام 1941 بقتل الجنرال البريطاني جفرسون حين اطلق عليه النار من مسدسه في وسط الناصرية وأرداه قتيلا بأرادة وتصميم قل مثيلهما ..ليترك بعدها سلاحه وملابس الجيش عند كاظمية ويهرب الى الاهوار وهناك اصيب بداء السل مما أضطره للعودة الى الناصرية للعلاج ليلقى عليه القبض ويعدم بعد محاكمة صورية في البصرة.. هذا مختصر لقصة حسين رخيص التي اختلفت فيها الآراء حول دوافعه وبغض النظر عن هذه الدوافع سواء كانت دينية او قومية او يسارية ,المحصلة انه قتل احد رموز الاحتلال البريطاني ان ذاك وقد خلد بنصب تذكاري كبير يتوسط مدينة الناصرية حيث يقف شامخا وتحت قدميه يرقد الضابط البريطاني صريعا ..لكن المفارقة الغريبة ان جفرسون قد اختفى من تحت اقدام حسين رخيص بين ليلة وضحاها بعد دخول قوات التحالف الغربي الى العراق عام 2003 ..ليبقى حسين متسائلاً في صمته الابدي من الذي سرق تاريخي مثلما سرق كل شئ جميل في العراق ؟..ناظراً الى تلك الغرفة الطينية التي تقبع فيها اخته العمياء التي سلبت حقوقها كما سلب هو غنيمته من تحت قدميه , فهي على مدى تلك العقود الطويلة التي مضت على استشهاد اخيها لم تحصل على اي راتب تقاعدي وكل الحكومات التي توالت على حكم العراق من قوميين وبعثيين وأسلاميين لم تلتفت لشقيقته كاظمية التي عاشت كل تلك الفترة ولحد الان على معونات الخيرين في غرفتها الطينية وكل تلك الحكومات لم تصرف لها راتبا تقاعديا وقد ظهر ت قبل فترة على احدى شاشات الفضائيات وهي تصفق بيديها ودموع العوز والحسرة تملئ وجهها الموشوم بأخاديد سنوات الجمر قائلة بصوت نساء الجنوب الشجي ..مامش تقاعد لحسين لان محد يداعيلة ..مامش تقاعد لحسين لان محد يداعيلة ..وظلت تكرر كلمة مامش بحسرة وألم...وهنا نسأل الاخوة الاعزاء من حكامنا الجدد المنحدرون من سلالة الهة سومر واشور..هاهي كاظمية رخيص احدى رعايا الالهة وانتم نسلها المبارك على ارض العراق , هاهو نداء كاظمية ومامشها قد هز قبة علي بن ابي طالب ولم يهز ضمائركم اين انتم من كاظمية ومن خلفها طوابير الجياع والمحرومين من سلالة المامش..أعتقد انه لا توجد أجابة ..لاننا ابناء المامش تربينا وعاش اجدادنا على المامش حتى وسمت بنا ..فأبقوا في بروجكم العاجية واتركوا لعيال محمد وعلي المامش.