فضاءات

فيضي العيساوي، ثاني أطول رجل في العالم: لم أتلق اهتماما كافيا في بلدي / عبد الله عبد الكريم

كنت قد ذهلت حينما شاهدته أول مرة، لأنني لم أر في حياتي إنسانا بهذه الهيئة الغريبة.. كان شابا فارع القوام بدرجة خارجة عن المألوف، نحيل الجسد، مبتسما للحياة رغم مرارتها. زارنا إلى مقر جريدتنا "طريق الشعب"، الأربعاء الماضي، بعد تحطيمه رقما قياسيا في موسوعة "غينيس"، إيمانا منه بأن صحافة الحزب الشيوعي العراقي، ستمنحه الاهتمام الكبير، وتسلط عليه الاضواء إعلاميا، وتوصل صوته إلى المسؤولين.
فيضي العيساوي، تولد عام 1990 في محافظة الديوانية- قضاء الشامية. يبلغ من الطول مترين وسبعة وثلاثين سنتيمترا (2.37سم)، ما أهله الى تحطيـم رقم قياسي في موسوعة "غينيس" كثاني أطول رجل في العالم بعد الاسباني لفلي شمايل، وكأطول رجل في العراق، كان ذلك في 15 حزيران 2013، بالولايات المتحدة الأميركية.
لم يستطع فيضي اتمام دراسته، رغم اجتيازه مرحلة السادس الاعدادي، بسبب فقر حالته المادية. فقد اضطر إلى عدم التقدم للدراسة الجامعية.
في العام 2001، انضم فيضي إلى المنتخب الوطني لكرة السلة، تبعا لحبه واهتمامه المفرط بالرياضة، واستمر لاعبا في الفريق حتى عام 2005، وحقق مراتب عليا في ذلك، إلى ان ترك رياضته المفضلة، عقب تعرضه لانفجار في منطقة العلاوي ببغداد، أصيب على اثره في قدميه، فضلا عن اصابته بمرض السكري.
وعن وصوله إلى موسوعة "غينيس"، يقول فيضي "كنت قد راسلتهم عن طريق الانترنيت، وأفدتهم بمعلوماتي الشخصية، ومقدار طولي. بعدها وجهوا لي دعوة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وجرى التنسيق بين الحكومتين العراقية والأميركية، فذهبت برفقة وفد عراقي من وزارتي الشباب والرياضة".
ويفخر فيضي برفعه العلم العراقي في الخارج، وقطفه لقبا مهما دوّن اسم العراق في موسوعة شهيرة.
وعن الجوائز التي حاز عليها بعد تحطيمه الرقم القياسي، أشار فيضي إلى ان المسؤولين على "غينيس" منحوه مبلغا من المال، وقطعة أرض سكنية في العراق بعد الاتفاق مع الجانب العراقي، لكنه لم يتسلمها من الحكومة العراقية حتى الآن، رغم مراجعاته المستمرة للجهات المعنية، حسب قوله.
ويواجه فيضي مشكلات عدة بسبب طوله، فهو نادرا ما يحصل على ملابس بمقاس جسده. لذا يضطر إلى خياطة ملابس خاصة لدى الخياطين. وبالنسبة للأحذية، فهو يقتنيها من دول الخارج، بسبب عدم توفر أحذية بمقاس قدميه في العراق. وهناك مشكلات أخرى يعانيها، منها عدم قدرته على ركوب سيارات الصالون، والجلوس على كرسي اعتيادي.
وعن اهتمام الحكومة العراقية به، يقول فيضي "لم أتلق الاهتمام الكافي في بلدي، رغم اني مثلته في أشهر موسوعة عالمية، إلا بعض شيوخ العشائر الذين التقوا بي وقدموا لي التهاني بالفوز، ودعموني ماديا ومعنويا، ومحافظ أربيل، نوزاد هادي، الذي استقبلني في المطار، وأقام حفلا خاصا على شرف إحرازي الرقم القياسي".
ويناشد فيضي الجهات المعنية بأن توفر له عملا كريما يستطيع ممارسته، ليؤمن له متطلبات الحياة، وأن تسـاعده في السفر إلى الخارج لعلاج قدميه المصابتين، وأن يولوا له اهتماما كافيا لكونه يعد رمزا مهما للعراق.
كما يطالب الحكومة بالاهتمام بجميع الفئات التي حققت إنجازا مهما على مستوى البلد، وعلى الأصعدة كافة، الثقافي، الرياضي، الفني، والأدبي.