فضاءات

أيام الأنصار الثقافية في ستوكهولم

نجم خطاوي
على مدى ثلاثة أيام ابتدأت يوم الجمعة الأول من آب 2014 واستمرت حتى الثالث منه, أقامت رابطة الانصار الديمقراطية العراقية, وبالتعاون والتنسيق مع المركز الثقافي العراقي في السويد والجمعية المندائية في ستوكهولم مهرجانا ثقافيا فنيا, شمل العديد من الفعاليات والاماسي, وشارك فيه عدد كبير من الأدباء والفنانين, الذين قدموا من بلدان عديدة, ومن مدن مختلفة من السويد.
يوم الافتتاح كان تظاهرة ثقافية اجتماعية كبيرة, حيث اكتظت قاعتي وشرفة بناية المركز الثقافي العراقي في منطقة سلوسن- ستوكهولم بحشد كبير من الضيوف الأنصار وأصدقائهم الذين قدموا من دول عديدة ومن مدن مختلفة في السويد, ومن كل الطيف العراقي الجميل, ومعهم سوية العديد من الوجوه الثقافية العراقية المعروفة التي ساهمت في حركة الأنصار اضافة للعديد من كوادر حركة الأنصار القدامى, كما حضر فعاليات المهرجان جمهور كبير من الجالية العراقية والأصدقاء من مدينة ستوكهولم وغيرها من المدن السويدية.
عبر موسيقى الناي الجبلية التي اخذت الحضور لأجواء الجغرافيا والمكان أيام المقاومة الأنصارية, ابتدأت لحظات انطلاق فعاليات اليوم الأول للمهرجان. أدار امسية الافتتاح الشاعر نجم خطاوي مرحبا بالضيوف وبالمشاركين في المهرجان ومعلنا افتتاح فعاليات اليوم الأول.
الحضور جميعا وقفوا صمتا وإجلالا لشهداء الحركة الانصارية والوطنية, ومستمعين لنغمات وكلمات النشيد الوطني العراقي " موطني ".
النصير سعد شاهين سكرتير رابطة الانصار الديمقراطية العراقية في ستوكهولم قدم كلمة باسم رابطة الانصار في ستوكهولم مرحبا بالمشاركين في الفعالية من فنانين وأدباء وبالضيوف الحضور, وأشاد بالتضامن مع المهرجان عبر الحضور المتميز لجمهرة واسعة من الانصار وأصدقائهم الذين توافدوا من دول ومدن عديدة.
الفنان الدكتور أسعد راشد قدم عرضا مسرحيا عن معاناة الوطن والغربة.
الدكتور حكمت جبو الوزير المفوض في سفارة جمهورية العراق تحدث عن الدور المشهود للأنصار مستذكرا أخيه الشهيد الأنصاري سلمان داود جبو الذي استشهد على الحدود السورية التركية وهو في طريقه للذهاب للكفاح الأنصاري في كوردستان العراق.
الشاعر كامل الركابي القادم من مدينة فيستروس السويدية قرا مجموعة من نصوصه الشعرية باللغة الشعبية العراقية الجميلة, اعقبه الشاعر هه ندرين, حيث قرأ أربعة نصوص باللغة الكوردية, وكان الشاعر نجم خطاوي قد ترجم هذه النصوص الى العربية وقرأها سوية مع الشاعر هه ندرين, وقرأت أيضا النصيرة المحامية الشابة ندى لطفي حاتم النصوص باللغة السويدية.
الشاعر عواد ناصر القادم من لندن- بريطانيا, ساهم في فعاليات اليوم الاول في قراءة مجموعة من نصوصه الشعرية مستذكرا القرى والجبال ونكهة تلك الأيام.
جدران القاعة التي شهدت افتتاح يوم المهرجان تزينت بمجموعة كبيرة من لوحات الفن التشكيلي التي ضمها معرض الفنان التشكيلي عماد الطائي, والتي لاقت استحسان الحضور.
الفنانة لبنى العاني ساهمت في الجزء الفني الموسيقي بتقديمها مجموعة من الاغاني العراقية الفولكلورية التراثية. الفنانة الشابة نادية لويس اطربت الحضور بمجموعة من الاغاني العربية والكلدانية.
خلال الأمسية تم عرض فلم سلايدات تضمن صورا مختلفة وثقت تاريخ حركة الأنصار ساهم في اعداده الدكتور عبد الكريم عبد الواحد.
اللجنة التحضيرية للمهرجان كرمت الشعراء والفنانتين والفرقة الموسيقية بباقات الورود وشهادات التقدير.
اليوم الثاني للمهرجان والذي استضافته الجمعية المندائية في ستوكهولم شهد العديد من الفعاليات الثقافية.
الكتاب والمؤلفون الأنصار كان لهم حضورا واستذكارا عبر المعرض الذي حوى العديد من الكتب والمؤلفات التي تم عرضها مع تعريفا بالصور عن هذه الاسماء المبدعة وفي مجالات ثقافية وفكرية متنوعة.
النصير المناضل " مام صالح " افتتح معرضي الفن التشكيلي والفوتوغراف ومعرض الكتب, حيث شاهد الحضور لوحات جميلة وصور عكست ابداع وتألق الفنانين المشاركين.
معرض الفن التشكيلي ضم لوحات للفنانين عباس العباس(السويد), صلاح محمد حافظ( السويد), صفاء حسن( النرويج), اضافة لصور فن فوتوغرافي للفوتوغرافي علي البعاج( السويد).
الدكتور الباحث فالح عبد الجبار قدم محاضرة فكرية " العراق.. أمة تبنى أمة تتفتت " تحدث فيها تاريخ تكون الدولة العراقية والصراعات السياسية ومفاهيم الامة والقومية. جمهور الحاضرين وجه العديد من الأسئلة للدكتور المحاضر.
السينما كان لها حضورا في المهرجان عبر عرض فلم " نصيرات " الذي يحكي عن النساء المحاربات داخل تجربة حركة الأنصار. الفلم من اخراج الفنان علي رفيق و تصوير الفنانين فاروق داود/ سمير العتابي, مونتاج وغرافيك الفنان حمدان السراء, قراءة التعليق سلوى جراح, مدير الانتاج حاكم كريم عطية, سيناريو كريم كطافة.
في الامسية أيضا تم تقديم الورود و تكريم الكاتب فالح عبد الجبار و الفنانين المشاركين في المعرض التشكيلي والفوتوغرافي, وكذلك الفنانين الذين ساهموا في انتاج وتقديم فلم " نصيرات".
من الجدير ذكره أن مجموعة من الأنصار المشاركين في المهرجان ساهموا في التجمع التضامني مع الشعب العراقي والذى جرى في مدينة ستوكهولم قرب البرلمان السويدي يوم السبت 2/8/2014 اليوم الثاني للمهرجان.
اليوم الثالث للمهرجان شهد افتتاح معرضا للصور الوثائقية ضمت تفاصيل مختلفة من تاريخ الحركة الأنصارية اضافة لاستمرار معرض الفن التشكيلي والفوتوغراف ومعرض مؤلفات وكتب الأنصار.
الشعر كان له حضوره المتميز, حيث ساهم ا الشاعر نجم خطاوي بقراءة نصين شعريين " جبلي شيرين" و " نسر طعين ", كما قرأ الشاعر عبد القادر البصري مجموعة من نصوصه الشعرية, اعقبه الشاعر صبري ايشو بقراءة نص باللغة السريانية مع ترجمته العربية, كما كان للشاعر غالب عودة مساهمة شعرية في الامسية.
الكاتب والروائي زهير الجزائري تحدث عن تجربته بالالتحاق بالحركة الانصارية وظروف العيش والعمل الثقافي هناك, مع عرض لبعض الصور.
الكاتب كريم كطافة قدم عرضا مختصرا عن روايته الجديدة " حصار العنكبوت " التي صدرت مؤخرا وتتحدث عن الظروف القاهرة والمأساوية لعدد كبير من أهالي محافظة دهوك أيام الأنفال سيئة الصيت.
حضر بعضا من فعاليات اليوم الثالث سعادة سفير جمهورية العراق الدكتور بكر فتاح حسين, وعددا من العاملين في السفارة, حيث قرأت الرسالة التي كان سعادة السفير قد وجهها للمهرجان .
النصير جابر الدهيسي قرأ كلمة باسم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد استذكرت مآثر الأنصار و حيت المهرجان والجهود التي بذلت لإقامته.
النصير زيدان ( أبو خلود ) قدم باسم اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين كلمة أشاد فيها بالجهود التي بذلت لإنجاح هذه الفعالية من قبل اللجنة التحضيرية وفرع الرابطة في ستوكهولم وعدد من الانصار في اماكن مختلفة, وحيا المشاركين في هذه الفعالية وجميع الضيوف الحضور.
الفنان جلال جمال والفنانة لبنى, وبمصاحبة الفرقة الموسيقية, قدموا مجموعة من الاغاني الوطنية والتراثية الجميلة التي نالت استحسان الحضور.
الفنانة سهى سالم قدمت مجموعة من الاغاني الوطنية والتراثية.
الفنان حمودي شربه قدم مجموعة من الاغاني مع عزف جميل وشجي على العود.
الفنان كوكب حمزة ساهم في المهرجان عبر تقديمه بعضا من الاغاني وبمصاحبة العود, وكان لها وقعها المؤثر في قلوب ومشاعر الحضور.
في المهرجان تم تكريم الشعراء المشاركين والكاتبين زهير الجزائري و كريم كطافة.
المهرجان الثقافي أشاد بالجهد الفني المتميز للنصير الفنان كوكب حمزة, حيث تم تكريمه في المهرجان.
كما قدمت اللجنة التحضيرية شهادات تقديرية وتكريم للمركز الثقافي العراقي في السويد والجمعية المندائية للجهود المشتركة في انجاح المهرجان.
المهرجان الثقافي تلقى العديد من الرسائل والبرقيات من منظمات المجتمع المدني في السويد.
من الجدير ذكره أن العديد من وسائل الأعلام الصحفية و التلفزيونية قد غطت فعاليات المهرجان للصحافة والتلفزيون.
المهرجان الثقافي أصدر بيانا أعلن فيه تضامنه مع الشعب العراقي وخصوصا الذين اضطرتهم الظروف القاهرة لترك مدنهم وقراهم والعيش في أماكن النزوح.
من الجدير ذكره أن اللجنة التحضيرية قد ساهمت بشكل ملحوظ في التهيئة المبكرة المنظمة لإنجاح فعاليات المهرجان وعبر اختيار أماكن مناسبة لسكن الضيوف من المشاركين في المهرجان, وترتيب وصول الادباء والكتاب والفنانين, وترتيب أماكن سكنهم وتنقلهم, اضافة لتنظيم الجانب الإداري من طعام وغيرها, وكانت موضع رضا الجميع.
خلال أيام المهرجان قدم الأنصار صورا ثقافية ابداعية أثبتت حضورهم المميز بكونهم منتجي ثقافة تشكل ركنا مهما من البناء الثقافي الوطني العراقي.
لقد مرت أيام المهرجان الثلاثة سريعة حتى بدى للبعض أن النفوس لم ترتو بعد من دفء اللقاء والحنين لتلك الأيام, وعلى أمل أن تتجدد مثل هذه الايام الثقافية ووسط هذا الحشد الكبير من الأحبة والأصدقاء , وبلحظات لا تخلو من الألم توادع العشرات من الاصدقاء والأنصار والجمهور وهم يعيشون لحظات ختام المهرجان.