فضاءات

لكم المجد عائلة الرفيق التربوي محمد سرحان الرفاعي /غازي صلال ميدان

عماذا اكتب عن عائلة عمالية شيوعية، احتضنت الحزب بكل افراده وقدمت له الكثير منذ ستينيات القرن الماضي وتعرضت في جميع الانظمة السياسية للاضطهاد والزج في السجون والمعتقلات. اتذكر الأب السبعيني وهو منهمك في عمله المتواضع في مقدمة الزقاق الضيق الذي يؤدي الى بيتهم ، بيت الحزب وهو يرقب الشارع وتحركات الاجهزة الامنية ويغلق مقدمة الزقاق بأدواته البسيطة حينما يعقد الاجتماع الحزبي.
لك المجد والخلود، القائد الشيوعي مسؤول تنظيمات الحزب في النعمانية، محمد سرحان (ابو مصطفى) فقدتك جماهير النعمانية ورفاقها لأنك علم من اعلام المدينة، انت الشجاع والمقتدر والمثقف السياسي والادبي والمصلح الاجتماعي. كم عانينا مرارة المعتقلات في دوائر الامن وفي سجن الرمادي المركزي بعد جريمة شباط 1963، لم يستطع احد التطاول عليك لشجاعتك وايمانك بمبادئ حزبك.
نم قرير العين ان الراية الحمراء ترفرف في مقر الحزب عالياً وان اولادك (مصطفى ومرتضى) يحتضنون الحزب في حدقات عيونهم.
اما انت ايها الرفيق الفقيد (جسام سرحان) فما زالت جماهير النعمانية والكادر الطبي الذي عاصرك في مستشفى النعمانية العام يتذكرون مواقفك الانسانية في المستشفى وتقديم العون والمساعدة الطبية في جميع الاوقات للمرضى.
الرفيق العزيز عباس سرحان (ابو ثائر) اطال الله في عمره ما زال يواصل العمل في منظمة الحزب بالرغم من امراضه العديدة وكثيراً ما اراه جالساً امام مقر الحزب ينتظر وصول جريدة "طريق الشعب" المركزية ويقول لا استطيع أن انام قيلولة الظهر ما لم اتصفح مفردات الجريدة واطلع على مواقف الحزب وسياسة الحزب وما يدور في الساحة السياسية الملتهبة لك الصحة ايها الرفيق العزيز. ولعداء سلطة البعث لهذه العائلة الكريمة فقد كانوا وقوداً لحروب قادسية صدام فقد زج بهم في الخطوط الامامية للحرب من اجل التخلص منهم فاستشهد الرفيق حمزة سرحان في الغام صدام وتوفى الرفيق مهدي الفنان البارع نتيجة الحرمان والملاحقة لا تتألم رفيقنا (حسن) وانت تعيش مرارة الحرمان حيث قضيت ردحاً من الزمن القاسي والمرير وانت تنتقل بين الوحدات العسكرية قسراً لأنك لم ترضخ لإرادة البعث ولأنك ابن بار لعائلتك وحزبك وحتى الآن تعيش الحرمان من الراتب العسكري التقاعدي وكأن عضويتك امتدت بعد التغيير لأن اوراقك قد تلفت ولم تجد ما يعينك للحصول على حقوقك التقاعدية. ألا تستحق هذه العائلة المناضلة التكريم لوقوفها ضد الطغاة من حكام البعث. لكم المجد شهداء واحباء لأنكم نجوم مضيئة في سماء العراق الحبيب.