فضاءات

غوتنبرغ تستضيف شاعرة من سامراء

هند وصفي طاهر

أقامت رابطة المرأة العراقية فرع مدينة غوتنبرغ السويدية ندوة للشاعرة الشابة رشا القاسم وذلك يوم السبت المصادف 4 تشرن الأول 2014.
رحبت الزميلة أيسر شوقي بالضيفة والحضور ، وتحدثت بشكل موجز عن حياة الشاعرة رشا القاسم حيث ولدت في مدينة سامراء عام 1989 لتكبر وتترعرع فيها ، وفي مرحلة الإعدادية اكتشفت مدى عشقها لمادة الإنشاء وحبها للغتها الأم ، لتختار من اجل الشعر المجال الأقرب وهو قسم الأعلام والذي كان متاحا حينها. تفوقت بدراستها و حصلت على المرتبة الأولى .
نشرت إحدى قصائدها في كتاب انطولوجيا الشعر في صلاح الدين ،كما حازت على جائزة الأدب في مصر الخاصة بقصيدة النثر. ترجمت بعض قصائدها الى اللغات السويدية والفرنسية والانكليزية . ولقد عملت لفترة وجيزة كمحررة في بعض الصحف المحلية.
لم تستطع ان تكمل دراستها العليا بسبب خطأ اقترفته موظفة تعمل في وزارة التعليم العالي ، حرمت بذلك من حلم كانت تسعى لتحقيقه ، شكل هذا صدمة ليترك اثرا كبيرا في نفسها ، قررت بعد ذلك اختيار العزلة عن العالم وعن أهلها .
"حجزت روحي في مربع صغير ورحت أغوص في الشعر" هذا ماقالته الشاعرة الشابة رشا حينما توجهت الزميلة أيسر بسؤالها عن عزلتها تلك ، لتضيف "كان الفقدان المتواصل للأشخاص الذين أحبهم ، للعائلة التي انسلتت مثل خيوط ثوب قديم ، للحب الذي وجد ليفقد ".
الشعر هو الغذاء الروحي وسط الخراب ، هذا ما آمنت به الشاعرة رشا ، وهو الذي جعلها تقاوم ولا تفقد الأمل بغدٍ أجمل . من خلف جدران غرفتها المعزولة ، سافرت قصائدها بعيدا محملة بهموم عائلة عراقية ، جسدت فيها روح امرأة تقاوم الخراب الذي تركته كل الحروب والصراعات . بعناد الشعر وإصراره على ان لا يموت..كان تواصلها ليصل بعد ثلاث سنوات من العزلة ، وعبر صفحات التواصل الاجتماعي الى شاعرات وروائيات سويديات ، وتضيف الشاعرة رشا ، كن يقرأن اسمي ويتابعن نصوص امرأة وهمية..
تلمع عينها حينما تواصل قصة عشقها للشعر فتقول وبصوت دافئ وشاعري..
يأتي الشعر حين يتكاثر الالم بالانشطار .. ولا يذهب ..
وينمو حين لايعود للانسان منفذ سواه ..
انه العشبة الخالدة .. التي يبحث عنها الانسان الذي في داخلنا..
فبالرغم من صغر سنها، تفاعل الحضور مع قصائدها ، حيث أنها أجادت استخدام أدوات عزلتها والوحدة التي عاشتها ، برسم صور متناثرة في كل زاوية لقصص وحكايات محزنة مازال يعيشها شعبنا العراقي.