فضاءات

في أربعينية المناضلة كلير مشعل (أم حقي).. أي قلب كبير توقف عن الخفقان

  ‏عبد جعفر
في جو مهيب، أقامت منظمة الحزب الشيوعي في بريطانيا حفلا تأبينيا بمناسبة أربعينية الرفيقة الراحلة كلير مشعل (أم حقي) وذلك يوم ‏24‏/10‏/2014 في كنسية ريفز كورت في همرسمث غرب لندن بحضور عدد غفير من أبناء الجالية العراقية والعربية.
وكانت عريف الحفل الرفيقة أحلام السعدي.
القيت في هذا الحفل كلمات الرفاق في منظمة الحزب الشيوعي العراقي، وحزب توده الأيراني، وحزب اتحاد الشعب الفلسطيني، والحزب الشيوعي السوداني، وكذلك كلمات رابطة المرأة العراقية- فرع بريطانيا، والمنتدى العراقي في بريطانيا.
وتحدث في الحفل كل من الرفيقة بشرى برتو والكاتب الفلسطيني عباس شبلاق، والرفاق فائق بطي، وسلم علي، بالاضافة الى إبناء الفقيدة إسحاق وميلو، وأكدت الكلمات والمتحدثون أن العزيزة ام حقي تركت لنا سيرة كفاحية مشرفة مشبعة بحب الوطن ومشاعر الحنين أليه. وظلت متعلقة بالعراق ومسقط رأسها ميسان. بعد أن هجرت منه مع عائلتها بعد عام 1949. وعرفت بكفاحها العنيد ضد الإحتلال الصهيوني وناضلت بلا هوادة من أجل حقوق الشعب الفلسطيني. كما عرفت بمواقفها التضامنية مع نضال الشعبين السوداني و الأيراني وما تعرضت له القوى الوطنية ومنها الحزبان الشقيقان الايراني والسوداني من قمع وأضطهاد على أيدي الدكتاتوريات المتعاقبة.

وكان للفقيدة دور بارز في الحركة النسوية الديمقراطية العراقية . فضلا عن جهدا الدؤوب بصمت وتواضع شيوعيين في إصدار العديد من مطبوعات الحزب والمنظمات الديمقراطية، ومن ضمنها (رسالة العراق).
ولم تكن أم حقي مهتمة بالشأن الشخصي بقدر ما يهمها الشأن العام والتفاني في كل ما تقوم به من عمل ونشاط اجتماعيا كان أو سياسيا، وكانت سعيدة أن تجد نفسها بين الرفاق الشيوعيين العراقيين وغيرهم في لندن، لقد أعاد اليها بعضا من العالم الجميل الذي عاشته في العراق والإنخراط في المشاركة وتقديم يد العون ما تستطيع.
وتميزت الفقيدة بالصبر والعمل على شد أزر الرفاق في المراحل الصعبة التي تعض لها حزبنا، أذ أصبحت بحق أم للجميع. وكان بيتها ملتقى لكل الطيبين.
وعرض في الحفل فيلم وثائقي أعدته الصحفية سعاد الجزائري تتحدث فيها أم حقي عن حنينها الدائم لميسان ونخيلها وشواطئها الساحرة وحلمها أن تراها مرة أخرى، وكذلك حبها الدائم للعراق الذي حملته في قلبها في كل المنافي وظل متقدا في روحها. وكذلك عرضت صور لها في محطات مختلفة من حياتها مع الأهل والأصدقاء.
وقدم الشاعر فلاح هاشم قصيدة (مساء الورد أم حقي)
قال فيها:
يا أم حقي
ألا يزال الألم يخف كلما غنيت لك أغنية عراقية؟
لقد أخليت مكانا لن يملأه أحد
بيتي بارد هذه الليله..
بارد جدا
مع أن النهار كان مشمسا ونحن نهيل عليك الورود
سأوقد شمعة و أضعها في صحن من الكريستال
وأجلسها فوق الكرسي
أتذكر تماما أي كرسي كنت تفضلين
يمينا لن ننسى حضورك في حفل لرأس السنة القادم
لقد تركت أحد المصابيح موقدا منذ العام الماضي..
ولن أطفئه حتى تدور السنة حيث تلتقي الوجوه..
وترفرف روحك العذبة فوق رؤوسنا
لتمنحنا سعادة بحجم الوطن.
كما قدمان الفنانان عمار علو وبول وصلات موسيقية على ألة السكسفون ومنها وصلة من مقام اللامي الحزين.
كما قدم الفنان مازن عماد عزفا على ألة العود استذاكرا للفقيدة التي تحب هذه الالة.
ويذكر أن الفقيدة غادرتنا يوم 16 ايلول (سبتمبر) الماضي عن عمر ناهز 78 بعد صراع مرير من المريض في لندن.