فضاءات

ندوة عن "دور المثقف في التحولات السياسية والاجتماعية" / نبيل الربيعي

قال الكاتب د. سلام حربة، ان الثقافة مفهوم شامل يغطي مناحي الحياة كافة، وهي نسغ مغذي يصل الى كل خلايا المجتمع، ومرآة تنعكس عليها كل النشاطات التي يمارسها الافراد الفاعلون. "وحين يقال ان هذه البيئة ثقافية فالمقصود ان هناك نسقا حضاريا وثوابت حياتية ومعرفية تمضي باتزان وبدون نشاز".
جاء ذلك في ندوة عن "دور المثقف في التحولات السياسية والاجتماعية"، عقدها الجمعة الماضية فرع النقابة الوطنية للصحفيين في محافظة بابل، وقدمها د. حربة نفسه، وحضرها جمع من المثقفين والأدباء والناشطين المدنيين.
الندوة التي أقيمت على قاعة دار الود للثقافة والفنون وسط مدينة الحلة، أدارها الشاعر والإعلامي طارق حسين، الذي افتتح حديثه بالقول: اننا اليوم نواجه هجمة شرسة قد ترجع بنا الى عصور ما قبل التاريخ إذا ما قدر لها الانتصار "وما دام المثقف هو ضمير الأمة ولسان حالها, فلا بد له ان يعي المسؤولية الملقاة على عاتقه، ويتصدى لكل ما من شأنه إيقاف عجلة الحياة".
بعد ذلك تحدث حربة عن "المثقف العضوي" من وجهة نظر المفكر الماركسي الإيطالي انطونيو غرامشي، وعن مفهوم الثقافة وجوانبها المتعددة، مشيرا إلى ان هناك اشكالية في البلدان المتحضرة المدنية، هي عدم وجود شخص مثقف وغير مثقف. "فهناك رجل غير متعلم يتعلم او متعلم بدرجات, ومتعلم أعلى, وإن البلد المدني تعتبر فيه الثقافة مقياسا للتحضر والتمدن".
وأضاف قائلا: "ان الثقافة العراقية بعد 2003، عبارة عن تراكمات سنين طويلة خلفتها الأنظمة الدكتاتورية المبادة، التي جعلت الكثيرين من المثقفين تابعين لها".
وشدد حربة على ضرورة تحرر المثقف من هيمنة السلطة، والنأي بنفسه عن مغرياتها، مبينا انه لا ينبغي للمثقف ان يكون تابعا للسلطة.
الباحث ناجح المعموري، قدم مداخلة في الندوة أشار فيها إلى أهمية إدانة صمت المثقف إزاء ما يدور حوله من خطر ماحق، مطالبا إياه بأن ينتفض بخطاب فكري ومعرفي يواجه الفكر المتخلف، ويرسخ النظام الاجتماعي المدني.
وحمّل المعموري الأنظمة السياسية المتعاقبة مسؤولية تجميد دور المثقف من خلال تهميشه وتذويبه في انساق السلطة الحاكمة.
واضاف قائلا: "ان المجتمعات البدائية لها دور في خلق الثقافات والفنون , الا ان العراق بعد ظهور السياسات الدينية المتطرفة انتكس واصبح دور المثقف فيه ضعيفا بسبب الإغراءات المادية الهائلة التي تقدمها هذه الكيانات، والتي استغلت الفضائيات ودوائر البحوث في الخارج لنشر الفكر المتطرف، ما اثر على سلوكية ابناء المجتمع العراقي".
وشارك عدد من الحضور في تقديم المداخلات وهم كل من الاعلامية نبأ القاضي، الخبير القانوني محمد الزهيري، د. عدي الأسدي، الفنان حسن الكيف، الاعلامي هيثم الجنابي، الفنان غالب العميدي، السيد عامر جابك، الشاعر سعد الشلاه، الاعلامي صادق النداوي، والناشط المدني حسين علاوي.