فضاءات

الموصل وتحديات الاحتلال والفكر التكفيري / عامر عبود الشيخ علي

عقدت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الانسان، السبت الماضي، ندوة حوارية بعنوان "الموصل.. تحديات الاحتلال المسلح والفكر التكفيري".
حضر الندوة التي أقيمت على قاعة فندق بغداد، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي والنائب جوزيف صليوه ود. مظهر محمد صالح والخبير الاقتصادي ماجد الصوري والعديد من المثقفين وممثلي الجمعيات والمنظمات المدنية ووسائل الاعلام والفضائيات.
عضو الجمعية ماجدة البابلي، افتتحت الندوة بكلمة جاء فيها: "نجتمع هذا اليوم لنؤكد ان الثقافة التي تدفقت من نينوى يمكن ان تكون أداة قوة معنوية ومادية ضد التخريب الذي مارسته المجموعات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها داعش، خاصة وان المقاومة البطولية في كوباني وآمرلي والضلوعية قدمت دروسا عن المرأة والانسان المقاوم الذي يمتلك ذخيرة من الوطنية لدحر وحوش الارهاب".
بعد ذلك ألقى وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي كلمة تحدث فيها عن التحديات التي تواجه بناء الدولة المدنية الديمقراطية العابرة للتخندق الحزبي والطائفي. وقال: "ان العراق من اكثر الدول فشلا في تطبيق لائحة حقوق الانسان، فهو يوقع ويصادق، ولكن لم نر اي تفعيل لهذه المواثيق الدولية".
بعد ذلك قدم المحاضرون محاورهم في الندوة، وكان أولهم الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان، الذي قدم ورقة بعنوان "الموصل اقتصاديا.. ماضيها وحاضرها ومستقبلها في ظل داعش"، تطرق فيها إلى موقع الموصل الجغرافي وثرواتها النفطية واراضيها الخصبة وانتاجها الحبوب، والتي دفعت القوى المستعمرة في الماضي والقوى التكفيرية في الوقت الحاضر الى استهدافها وسرقة آثارها لتمويل تنظيمها الارهابي. وأشار انطوان الى دور الدول والشركات في شراء النفط من داعش باسعار منخفضة، "وما هو معروف من كل خمسة براميل يستخدم برميل واحد وتحتكر اربعة براميل لغرض المضاربات المالية لهذه الدول والشركات".
الكاتب حسب الله يحيى تحدث عن الجانب التربوي والاجتماعي وتأثير داعش في الموصل، وقال: " لم يكن سقوط مدينة الموصل بأيدي التنظيم الارهابي التكفيري (داعش) طارئاً في حياتها، ذلك ان هذه المدينة سبق وأن شهدت جملة من الاستباحات والمذابح والهيمنة والاحتلال وصلت الى 21 مرة بدءاً من عام 1261 حتى الآن" .
وتابع قائلا: "في مقدمة الاسباب التي تكمن وراء احتلال الموصل مراراً، كونها مدينة عريقة بتجاربها وموقعها الجغرافي وتمتعها بأراضٍ زراعية شاسعة"، مضيفا " ان الموصليين، شديدو الحرص على التمسك بالدين الاسلامي، مع حرصهم على احترام الاديان الاخرى التي تعيش بينهم بسلام كالمسيحية والايزيدية والمندائية، ولم تشهد هذه المدينة خصومات على المذهب او القومية او المناطقية. وإنما ظل المجتمع الموصلي يبحث عن حياة آمنة مستقرة" .
وكان آخر المتحدثين الكاتب والصحفي عبد المنعم الأعسم الذي تحدث عن "داعش كوثيقة للغزاة عبر التاريخ"، أشار فيها إلى ان "داعش حركة احتلال وغزو كلاسيكي، وهي وريثة كل الحركات والغزو في التاريخ، ولا تختلف عن كل القوى الظلامية على امتداد العصور".
واضاف قائلا: "عندما نتحدث عن داعش كبرابرة جدد فللتشابه بينهم وبين البرابرة الذين تحدثت عنهم المدونات الاغريقية، وهم يشبهون المغول الذين تفننوا في التنكيل بالسكان المدنيين".