فضاءات

من المسؤول عن الظهور المتواضع للمنتخب العراقي في منافسات الرياض؟ / منعم جابر

يبدو ان حديثي عن المشاركة العراقية في خليجي 22 التي جرت وقائعها اخيراً في العاصمة السعودية الرياض، حيث كنت احد اعضاء البعثة الاعلامية، وكنت قريباً من الاحداث وسأحاول ان اكتب لجريدتنا العزيزة "طريق الشعب" ولقرائها الاعزاء بعض الموضوعات الخاصة والاحداث الهامة التي شهدتها اروقة البطولة من خلال يوميات خليجي 22 وستكون اولها هذه القراءة الاولية عن مشاركة منتخبنا الوطني والظهور المتواضع والاداء غير المقنع لنجوم الكرة، وما المطلوب ونحن امام مشاركة آسيوية بعد شهر واحد فقط؟ ولعل الاغرب هو ذلك المركز الذي حل به المنتخب في المنافسات، مما اثار استغراب ودهشة الاشقاء الخليجيين والعرب لان الكرة العراقية هي ملح وحلاوة هذه البطولة التي مضى عليها 44 عاماً.

ما حصل في خليجي 22 انعكاس لسياسة خاطئة

البعض يحمل الكابتن حكيم شاكر والآخر يحمل اللاعبين وغيرهم يحمل الاتحاد، وكل طرف يحمل الطرف الآخر ولم اسمع موقفاً شجاعاً ولا محترفاً يحمل نفسه ويقول: انا السبب، واتحمل ذلك ويتخذ قراراً شجاعاً كما حصل مع فييرا في الكويت، عندما اكد وبشجاعة عن تحمله ما حصل وقدم استقالته التي رفضها الكويتيون اولاً. اما نحن فمازلنا لا نحمل تلك الثقافة، ليس في الرياضة فقط بل في جميع مجالات الحياة. فالشجاع عندنا هو من (يغلس) وينحني اما العاصفة حتى تمر وتهدأ الامور. ومن خلال تجربتي الطويلة اقول ان الكرة العراقية تعيش ازمة ادارة من حيث قلة تجربتها وانعدام خبراتها وضعف علميتها، كل ذلك اثر ويؤثر على البناء الصحيح والتخطيط السليم والاختيارات الخاطئة وبالتالي القرارات الارتجالية واقول ان ما حصل هو مشترك ما بين اتحاد مرتبك ومدرب قليل الخبرة في العمل مع الكبار والمحترفين ونخبة من لاعبين مختلفي الخبرات والامزجة لم يستطع الكادر الفني بقيادة حكيم شاكر صهرهم في بودقة المنتخب وهذا ما لمسته عن قرب.

المقدمات أشرت ما حصل!

الوضع العام للفريق كان متأثراً بالعلاقات المتشنجة مع اتحاد الكرة وكذلك مع الاعلام الرياضي فالمشاركة في الاسياد واحتلال الفريق الموقع الثالث لم يعكس مؤشرا ايجابياً خاصة وان الفريق شارك بكل نجومه الا محترفيه الثلاثة، ياسين، وميرام، وياسر وان عقد المدرب حكيم مع الاتحاد لم يحسم الا قبل اسبوع من البطولة الخليجية، يضاف الى ذلك التوتر بين حكيم وبعض الاعلام المقروء والمرئي، فبدلا من ان تسود اجواء الود والحماس وجدنا اعلاماً مباشرا او غير مباشر ناقداً ومؤشراً للاخطاء مع مقاطعة كاملة من المدرب للاعلام مما تسبب بالتأثير على المنتخب. وقد كتبنا قبل انطلاق البطولة عن ضرورة عقد مصالحة وانهاء الخلافات والمشاكل واقامة جلسات حوارية ونقاشية تساهم فيها كل الاطراف (المدرب والاتحاد والاعلام) ولكن لا احد يسمع، وبسبب هذه الاجواء والاختلافات وارتباك التدريبات والاعداد الجيد للفريق تحول الى وضع هش تؤثر به الاحداث وهذا ما سنتحدث عنه في الفقرة التالية.

خسارة المنتخب امام الكويت قصمت ظهر البعير

وفعلا جاء المنتخب الى الرياض محملا بالآمال والاماني ولكنه كان يعيش واقعاً هشاً جاء بعد اصابة الكابتن يونس محمود الذي وجهت اصابته ضربة موجعة للفريق بسبب عدم توفر البديل المناسب لسد مكانه، وانطلقت المنافسات وكان اللقاء الاول مع الكويت وقدم الفريق مستوى جيداً واستطاع لاعبوه من الداخل والخارج ان يقدموا مباراة جيدة وكانوا هم الاقرب الى الفوز الا ان حكم المباراة والعارضة سرقوا الامل بالفوز، وجاء الهدف الكويتي القاتل في الـ 30 ثانية الاخيرة من الوقت بدل الضائع ليحطم آمال الفريق ويدمر نفسياتهم، وقد عجز الكادر التدريبي والاداري وفي المقدمة الكابتن شاكر من ان يرمموا ما هدمته مباراة الكويت ولم يستطع اللاعبون تجاوز هذا الواقع المر، مما خيم على نفسيات الفريق امام عمان وظهورهم بوضع مزر واردف ذلك في مباراة الامارات حيث ظل الفريق يعيش حزن الهزيمة وانهيار النفسيات وبالتالي الخروج من البطولة.

ما هو الموقف المطلوب قبل آسيا؟

وانتهت خليجي 22 وهي الآن جزء من التاريخ وعلينا ان نتعض منها ونستفيد من اخطائها ونتجاوز سلبياتها، خاصة وان امامنا بطولة الامم الآسيوية التي ستقام مطلع العام المقبل في استراليا (45 يوماً فقط) وهي البطولة المهمة جدا في آسيا، ولنا تاريخ فيها، حيث حصدنا كأسها عام 2007 والوقت المتبقي لا يسمح بالتغيير ولا يخدم الكرة ولا يمكن ابعاد مجموعة كبيرة واستدعاء مثلها، ولا يمكن لاي مدرب محلي ان يجازف بسمعته ويستلم فريقاً يرتبط مع مدرب بعلاقات طيبة، اما المدرب الاجنبي فالوقت لا يسمح وشروط المدربين الاجانب المستعجلة تكون مضرة ومؤذية. عليه اقول دعوا حكيم يكمل مشواره مع هيئة استشارية متخصصة وعقد جلسات حوار لتصحيح ما يمكن تصحيحه والسعي لتوفير ثلاث مباريات على الاقل والعمل على اعادة البناء النفسي للفريق واللاعبين، إذ ستكون البطولة الآسيوية امتحاناً صعباً لحكيم وفرصة طيبة لاثبات جدارته وان اخفق، فلنا كلام آخر.