فضاءات

المخرج كاظم الداخل في ضيافة لوند "جنة الرشيد خرابياً" / عدنان محمد

مع مساءات تموز الواعدة، وبين مناسبتين راسختين في الذاكرة العراقية، ذكرى 3 تموز وثورة 14 تموز المجيدة، أقامت رابطة الديمقراطيين ورابطة المرأة العراقية والجمعية الثقافية المندائية أمسية للفنان التشكيلي والمخرج السينمائي المعروف كاظم داخل على قاعة الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي في لوند.
عرض الداخل آخر أعماله الإخراجية وسط حضور حاشد من أعضاء وأصدقاء الجمعيات من أبناء الجالية العراقية في المدينة وضواحيها، لقد تناول الفلم "جنة الرشيد خرابياً" صور الفلم أثناء انعقاد فعاليات "بغداد عاصمة الثقافة العربية"، مخرج يحاكي جمهوره بإيماءات.... صور سريعة ناقدة ومعبرة، تنتقل سريعا بين الفنون والتراث وامتدادات سومر وأكد وبعدها الحضاري إلى مهرجانات صاخبة بائسة تهدر بها الملايين، وسط فقر يتجول في الشوارع والأزقة، ينقلك المخرج عبر الصورة الأخاذة عن الفساد والإفساد المنظم، وعسكرة مجتمعية تحاصر الجميع، مع قهقهات سياسيي الصدفة وماضي البعث وحروبه العبثية، والى ما توصل إليه سادة الطوائف من حروبٍ مذهبية اختصرت الدولة بالطائفة والوطن بالمذهب، وسط تنوع مدني حضاري في بغداد، كان عنصر إغناء وتبادل حضاري إلى نقمة تطال الجميع وتشرد الأقليات، كاميرا تتحدث عن عشر سنوات من عمر "التحرير" وخراب المدينة وقهر الإنسان...إشارة ((ممنوع التصوير....؟))، لكن عدسة المخرج تسلقت الطوابق العليا وتحدت الممنوع وكشفت المستور "بحجة الإرهاب"، ما عكسه الفلم بمرارة...كيف سقطت صورة القائد الضرورة، وارتفعت آلاف الصور لأمراء الحرب والطوائف وحروبهم الأهلية لنشر الكراهية، وسيادة ثقافة الموت والقبور، بعض اللقطات كانت صادمة لهذا الهدر الهائل للثروة وسط دمار يدمي قلب المشاهد في عاصمة الثقافة، بغداد الحضارة، غادرت ذاكرة الحضارة...الى خراب المدينة الماثلة أمام عدسة المصور، فوضى تعم كل شيء، محاولة تخريب الضمائر، وما أكثرها دراهم السلطان؟؟؟!!!، هل أراد المخرج أن تبقى بغداد الثقافة حصنٌ منيع...؟

أهو الأمل لبناء الإنسان...الأمل الآتي...وسط الدمار، بغداد لم تعد بغداد...، ويتركك المخرج في دوامة التساؤلات المفتوحة....! لأملٍ واعد.