فضاءات

جنّة جنّة .. جنّة ياوطنا

مزهر بن مدلول
بحماس كبير وجمال يُعصى على الوصف، ردّد مئات العراقيين، نساء ورجال، شيوخ وشباب، اطفال وصبايا، (جنّة جنّة .. جنّة ياوطنا .. ياوطن يحبيب .. يبو تراب الطيب .. حتى نارك جنّة).
جنّة الوطن من دون مفخخات تحصد ارواح الذين لا ناقة لهم ولا جمل.. جنّة من دون مآتم وتوابيت تنشر السواد في الازقة والاحياء والواجهات.. جنّة من دون عصابات مجرمة تخطف الارواح والبيوت.. جنّة العراق من دون تجار ومرابين يسرقون اللقمة من فم اليتيم.. جنّة من دون فساد وفاسدين باعوا الوطن والانسان والضمير.. جنّة من دون نصّابين وعيّارين وقلوب امتلأت حقدا وقبحا!.
جنّة جنّة .. جنّة ياوطنا
ملايين العراقيين يتطلعون الى عام جديد مختلف، عام من اجل التغيير، عام بلا مفقودين ولا نازحين، لا جياع ولا مشردين، لا بطالة ولا فضائيين، لا محاصصة ولا متحاصصين، لا طائفية ولا طائفيين، عام خالٍ من الملاحقات والتهديدات وقمع الحريات الشخصية، عام من اجل الترميم والبناء، ونشر المحبة والتسامح وقبول الاخر، عام العودة الى الوعي السليم والقيم الحضارية والانسانية النبيلة، عام من اجل الأمل والفرح والاقبال على الحياة.
هذه هي امنيات واحلام العراقيين في العام الجديد، والتي اختصرتها كلمة المنسق العام لتيار الديمقراطيين العراقيين (العراق يستحق الافضل) السيد سعد ابراهيم، وذلك في الحفل الذي اقامه التيار في كوبنهاكن مساء 31/ 12/ 2014 بمناسبة توديع سنة مؤلمة مرّت على شعبنا وقدوم عام جديد نتمنى ان يكون افضل، وجاء في كلمته ، (نودع عام 2014 وعراقنا الحبيب تجتاحه موجة من الارهاب العتي، مجاميع بربرية تفتقد الى ابسط القيم الاخلاقية والانسانية، تهجر وتقتل وتسبي بلا رحمة ولا شفقة، وعلينا كقوى ديمقراطية ان نتحمل مسؤوليتنا في التضامن والتآزر مع كل مهجر من بيته ونازح عن مدينته، لنمدّ لهم يد العون والمساعدة، وذلك من خلال (حملة انقذونا) التي اطلقها التيار قبل شهرين في الدنمارك والتي كانت حصيلتها كميات كبيرة من المعونات العينية التي وصلت الى منظمة (النجدة الشعبية) في اربيل لكي تقوم بتوزيعها على النازحين، كما ان ريع هذا الاحتفال وفعاليات اخرى سيخصص ايضا لنفس الغرض.
ثم بدأ برنامج الحفل، الذي احتوى على العديد من الفقرات الترفيهية، من ضمنها الالعاب والهدايا، وفترة العشاء، وفقرة اليانصيب لجمع المزيد من التبرعات لابناء شعبنا النازحين، واحيت الاحتفال (فرقة بابل) الغنائية، والتي قدمت مجموعة من الاغاني الفلكلورية (البغدادية والجنوبية والموصلية) وغيرها من الاغاني الشعبية الكثيرة، وساهم ايضا الفنان (آسو) في مجموعة من الاغاني الكردية الجميلة، التي ردّدها ورقص على انغامها جميع الحاضرين، يد بيد وكتف على كتف، لا فرق بين هذا وذاك، لا فرق بين دين ودين، ولا بين مذهب ومذهب، ولا بين قومية واخرى، العراق كله بعاداته ولغاته كان في هذه القاعة، يوحدهم الانتماء الواحد للوطن الواحد، وبصوت عالٍ ومشاعر فيّاضة صدحت حناجرهم: جنّة جنّة .. جنّة ياوطنا.