فضاءات

الرفيق ابو سليمان.. ستبقى في افئدتنا / د. صالح ياسر

هزني من الاعماق خبر الرحيل الابدي للمناضل والانسان القدير والشخصية الاجتماعية المعروفة حكمت الفرحان (ابو سليمان)..
لاشك ان رحيله خسارة كبيرة لحزبنا ولنا نحن رفاقه واصدقاءه ومحبيه.. لن انسى مآثره النضالية الكبيرة والكثيرة، ومن بينها لا زلت اتذكر حادث اغتيال ابنه الشهيد في يوم انعقاد باحدى الموسعات لمحليات بغداد (وقتها كان سكرتيرا لمحلية المثقفين) ايام الحرب الطائفية الضروس. لم يمنعه هذا الحادث الجلل من الحضور الى الموسع، بل شارك بفعالية فيه ولم يخبر احدا بالحادث. وبعد انتهاء ذلك الموسع اخبرنا بالحادث فأصابنا جميعا الوجوم مقرونا بالغضب على الاغتيال الغادر. ولكن مع ذلك شعرنا بالاحترام الكبير والتقدير العالي لهذا الموقف. اي مأثرة نضالية هذه.
ان ما يرد هول هذا المصاب الكبير برحيل العزيز ابي سليمان هو ما تركه لنا من تلك القيم النضالية الرفيعة، ذلك السِفر النضالي المشرف وتلك الحماسة الشيوعية الفياضة. وفوق كل ذلك تلك الصفات الانسانية الرفيعة وتلك البسمة الدافئة الدائمة حتى في اشد اللحظات خطورة.
كان ابو سليمان من الرعيل الذي لم تتزعزع عنده قيد انملة الثقة بانتصار القضية التي وهب لها نفسه منذ شبابه المبكر في الاربعينات. لم يبصر في مبادئ الفكرة النبيلة التي اصطف وراءها في جيش حزبه اللجب مجرد نصوص مثبتة في لوح محفوظ سيأتي زمان تحققها، بل نظر اليها باعتبارها مواقف وسلوكا وممارسة ملموسة وقوة مثل في الحياة اليومية المباشرة ومع الناس البسطاء وعلية القوم ايضا.
لذلك بقي ابو سليمان دوما عفيف اليد واللسان .. كان شيوعيا بحق وحقيق.
الرفيق العزيز ابو سليمان، وداعا.. تحرسك المحبة ويحتضنك دفء تراب الارض التي انجبتك وصنعت منك شيوعيا لم يستسلم للأقدار ولم يصافح الايدي الخشب، ولم تنل الاحداث والخطوب وقمع السلطات المتعاقبة من عزيمته وثقته بانتصار القضية النبيلة وتحقيق شعار حزبه في بناء وطن حر وشعب سعيد.
في يوم الرحيل الى بياض الحقيقة والدفء الابدي .. ها هي اصوات نواعير عنه تستقبل ابنها العائد /المسافر الى حيث الراحة الابدية.
لنا الصبر في استيعاب صدمة رحيلك.. لكننا لن ننساك بل ستبقى في قلوب وافئدة رفاقك ومحبيك وهم كثر.. فذكرك طيب دوما..
نم شيوعيا كما كنت على الدوام.