ايفلين، فتاة إيزيدية مواليد قرية كوجو، التابعة لقضاء سنجار، العام 1992، تم اسرها من قبل ارهابيي داعش عند احتلالهم المدينة، وحينما قتلوا جميع من في القرية، واخذوا النساء اسيرات؛ كانت ايفلين واحدة منهن.

تروي ايفلين في حديث مع "طريق الشعب"، أن "تنظيم داعش الارهابي، قام بجمع الاسرى في مبنى معهد سنجار بعدما قاموا بقتل جميع الرجال، وفي مساء اليوم نفسه، تم نقلي مع 114 فتاة وامرأة الى مدينة الموصل، حيث مقر رئيس للتنظيم الارهابي، وتم ايداعنا بناية ذات ثلاثة طوابق وكانت هناك ثمانية فتيات من مدينة كوجو قد تم اسرهن سابقا في نفس المبنى".

وتواصل ايفلين، قولها، إنه "في اليوم التالي تم اخذ 56 فتاة، وانا معهن الى مدينة الرقة السورية لنلاقي مصيرا غير معلوم هناك"، مشيرة الى أنه "تم حجز الاسيرات في أحد أوكار داعش الارهابي، حيث كانت تلك القاعدة قد جلبت لها من قبل 60 فتاة ايزيدية من سنجار، وتم وضعهن في قاعة كبيرة، تستخدم سوقا للنخاسة والمزايدة ببيعن للذي يدفع اكثر يأخذ احدانا كجارية".

وتنوه الى ان "سوق النخاسة يفتتح يوميا في الساعة 9 صباحا ويغلق عند الساعة 1:30 بعد منتصف الليل".

وخلال فترة 15 يوم كما تروي ايفيلين تم بيع جميع النساء والفتيات بابخس الاثمان، لكن ايفلين واختها مع 15 فتاة، لم يتم بيعهن، ولم يعلمن مصيرهن بأي اتجاه سيكون.

ايفيلين وصديقاتها الاسيرات، بدأن بالبحث عن وسيلة وطريقة ما للهرب من قبضة الدواعش، فافتعلت ايفلين، انها تعاني من الام في المعدة، وانها تتقيأ بسبب شدة الالم، وتمكنت من الاحتيال على حارس المبنى للخروج من المبنى، في منتصف الليل، وهي تنوي الهرب مع صديقاتها، فهربت مع زميلاتها زحفا على بطونهن وسط الظلام الدامس الذي يحيط بالمكان وبنفس الوقت، استثمرت ايفلين انشغال الحارس فضربته بعصا على رأسه كانت قد هيئتها لهذا الغرض، وهربت ملتحقة بباقي زميلاتها، لكن حظهن العاثر اوقعهن مرة اخرى اسيرات بيد مفرزة لداعش كانت تتجول في الصباح في موقع آخر وتمت معاقبتهن عقابا شديدا، كما تروي ايفلين؛ حيث تم معاقبتها عقوبة قاسية وشديدة وتم سجنها انفراديا، باعتبارها المخطط والمدبر للهروب.

عزمت ايفلين، تكرار المحاولة، هي وصديقاتها باي ثمن، لكن طائرات التحالف في اليوم التالي قصفت الموقع الذي تواجد فيه الارهابيون والاسيرات وبعد انتهاء القصف تم بيع ايفلين الى داعشي من اصول استرالية، كانت قد جرحت زوجته وابنته بقصف لطيران التحالف، ليناط بها مهمة خدمة الداعشي.

الا ان ايفلين، رفضت الذهاب معه من دون اختها وادعت بأنها مجنونة واختها هي من تقوم بمساعدتها وان عمرها كبير، مدعية بان لها اخا اسيرا ايضا ويجب ان تجلبه معها عند دار الاسترالي الداعشي، لانه يعاني من المرض، وقبل الاسترالي اتصالها به تلفونيا وفعلا فعلت، وخططت بعد ان عرفت عنوانه ورقم هاتفه للهرب مرة اخرى وكانت هذه المرة خطتها محكمة بعد ان استطاعات ان تنفذ من عملية بيع اخرى هي واختها لاشخاص اخرين بادعائها الجنون، وان الانتحار سيكون طريقها في حال بيعها مع اختها او بدونها. وتقول ايفلين، انها قامت بالتخطيط مع اخيها وبعض الايزيديين من سنجار بتهيئة سيارة تقف على مقربة من بيت الاسترالي، وفعلا نجحت الخطة لتهرب هي واختها مع 5 فتيات الى تركيا ومن ثم الى كردستان.

هكذا انتهت مأساة ايفلين، بسبب شجاعتها وعزمها الذي لم يفتر، ولكن لم تنته حتى الان مأساة الاخريات من ايزيديات سنجار بعد ان اسرهن ارهابيو داعش.

ويسكن قرية كوجو، التابعة لسنجار، حسب قاعدة بيانات حصلت عليها "طريق الشعب"، 300 عائلة، حسب عدد البطاقات التموينية، ويبلغ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ 1738 ﻓﺮﺩا.

وتشير المعلومات الى ان ﻋﺪﺩ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻳﻮﻡ احتلالها من داعش، في 18 اب العام الماضي، نحو 1200 شخص، الناجون منهم، 538 ﺷﺨصا، والمفقودون الذكور 380، اما الناجيات في القرية 80 امراة، والمخطوفات 694 امرأة.