فضاءات

حرية التعبير بين القمع المجتمعي واستبداد الحاكم / رشيد غويلب

في الساعة الثانية عشرة ظهر الخميس الفائت، كان زوار مهرجان "طريق الشعب" السنوي الثالث، على موعد مع ندوة المهرجان الأولى التي اتخذت من شعار المهرجان الحالي "حرية التعبير اساس حرية الصحافة"، عنوانا لها.
وبحضور جمهرة واسعة من الصحفيين، والمثقفين، والمهتمين، تحدث في الندوة التي أدارها الإعلامي المعروف عماد جاسم، كل من الناشط المدني، ورئيس جمعية الدفاع عن حرية الصحافة الاستاذ مصطفى ناصر، والشاعر القادم من البصرة الاستاذ طالب عبد العزيز. وفي البداية رحب عماد جاسم بالضيوف وجمهور الحاضرين، عارضا اهمية حرية التعبير كمفصل مهم من مفاصل الحياة الديمقراطية، خصوصا في بلدان لا تملك تراكما في هذا المجال كما هو الحال في العراق.
وبعد الشكر على الدعوة الموجهة إليه، قدم الأستاذ مصطفى ورقة حول مشروع قانون "حرية التعبير،من ضمنها قراءة نقدية للمشروع. وقبل الدخول في تفاصيل الورقة ، اشار الى دور الجمعية في الحراك المدني، وفي حملة نقد المشروع، التي وصفها بالجيدة، ولكنها لم تنجح في خلق رأي عام ضاغط. واضاف ان مشروع قانون حرية الرأي جاء في سياق سلسلة من مشاريع قوانين تلاحقت بعد اقرار قانون حرية الصحفيين، وان الهدف وراء ذلك هو سعي الحكومة السابقة الى لسيطرة على التظاهرات الاحتجاجية، التي انطلقت في شباط 2011، وعموم النشاط المدني الذي بدأ يتصاعد في حينه. وذكر بالنجاح الذي حققته الحملة في خلق رأي ضاغط في البرلمان، والى التجاوب من قبل اللجان البرلمانية المختصة، الذي ادى الى تنظيم جلسة استماع في البرلمان حول مشروع القانون. وعرض ناصر النقاط الأساسية التي تضمنتها الورقة بشأن طبيعة مشروع القانون، ومواده المختلفة، مؤكدا على ان القانون يتناقض مع الدستور في العديد من المواد الفقرات، وخصوصا ما ورد في باب الحقوق والحريات، كما افتقد القانون لإلزام السلطة التنفيذية بتنظيم قاعدة للمعلومات. وتساءل عن ما يعنيه مفهوم الآداب العامة، التي تضمنه المشروع، والعديد ?ن القوانين والمشاريع الاخرى، مشيرا الى ان المحكمة الاتحادية عجزت ان تعطي تفسيرا قانونيا له.
وجاء دور الشاعر طالب عبد العزيز، الذي قدم رؤيته، بشأن العلاقة بين حرية التعبير والشعر، ثم اشار الى ما اسماه بـ "منظومة القمع المتصلة"، والضواغط التي تحيط بالفرد في الحياة اليومية، والتي تبدأ من العائلة، والمدرسة، وفي الحياة العامة، ودور الضاغط القبلي والديني فيها، وصولا الى الانظمة الشمولية، معززا ذلك بأمثلة ملموسة.
بعدها قدمت ست مداخلات من الحضور، تناولت طبيعة مشاريع القوانين، والحراك المدني الذي رافقها، وطبيعة نظام المحاصصة الطائفية- الاثنية، ومراكز القوى الفاعلة فيه، والتي تعمل على كبح الوصول الى نظام ديمقراطي حقيقي، تشكل حرية التعبير والصحافة، احدى دعائمه الأساسية.
قام الضيفان بعدها بالرد على الأسئلة، ومناقشة مداخلات الجمهور.
وفي الختام شكر الزميل عماد جاسم، الذي أضفى على الحوار حيوية، من خلال اثارته لعدد من محاور النقاش، و طرحه لعدد من الأسئلة المهمة، الضيوف والحضور داعيا الى استمرار مثل هذه الحوارات الجادة، شاكرا القائمين على مهرجان طريق الشعب لإتاحتهم مثل هذه الفرصة.