فضاءات

في الديوانية : ندوة عن انتفاضة فلاحي الشامية عام 1954 / عادل الزيادي

عقدت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الديوانية، عصر الجمعة الماضية، ندوة عن الانتفاضة الفلاحية في ريف قضاء الشامية عام 1954، تحدث فيها د. رجوان فيصل غازي الميالي، وحضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم والمواطنين الآخرين، وأدارها أحلام عبد الكريم.
تحدث الميالي عن طبيعة طبقات المجتمع العراقي وقتذاك، وعن نشوء الاقطاع وظهور التمايز الاجتماعي والمذهبي، منوها بدور الاحتلال البريطاني في تغذية طبقة الاقطاعيين، ومن ثم في تقوية نفوذها على حساب فقراء الفلاحين.
وأشار الميالي في حديثه إلى دور الحزب الشيوعي العراقي في تبني مصالح الفلاحين والشرائح المضطهدة منذ تشكيله، مستذكرا عددا من المقالات التي كتبها الرفيق الخالد فهد في تلك الفترة، من أجل نصرة الطبقات المعدمة والمضطهدة.
بعد ذلك تطرق الميالي إلى النظام الإقطاعي في مدينة الديوانية، وإلى الدعم الذي كان يتلقاه الإقطاعيون من الانكليز، مشيرا إلى الظروف التي نشأ فيها الإقطاع هناك، وشعور الفلاحين بالجور المطبق، ما ولد لديهم وعيا ثوريا للتخلص من هذه الطبقة الظالمة، وقال: "في أواسط تشرين الثاني من عام 1954 توجهت جموع الفلاحين في ريف قضاء الشامية للسيطرة على مبنى القائم مقامية التي تمثل العصب الرئيس في إدارة القضاء، وسرعان ما تمت السيطرة على المبنى دون أي مقاومة، ما اقلق السلطة وقتذاك. حيث هرب القائم مقام، واستسلمت الشرطة أمام الجموع المنتفضة التي تضامن معها الأهالي والطلبة، وساندوها".
وتابع الميالي قائلا: "ان تضامن الأهالي مع الفلاحين شكل عاملا مهما في إنجاح الانتفاضة، ما حدا بالسلطة إلى تجميع قواها في مركز الديوانية، والتوجه إلى قضاء الشامية لإخماد الانتفاضة، واعتقال قادتها وإيداعهم في السجون".
وأشار الميالي في حديثه إلى دور الشعراء و(المهوالين)، في شحذ همم المنتفضين، فضلا عن دور الحزب الشيوعي العراقي الداعم للانتفاضة وإصداره البيانات بشأنها، وقيادته لها، مستذكرا أسماء العديد ممن شارك فيها، من الأحياء والراحلين.
ولفت الميالي إلى ان الانتفاضة نجحت في تحقيق العديد من مطالب الفلاحين.