فضاءات

شاهد عيان يتحدث عن دور الشيوعيين في انتفاضة آذار / ريسان حسين

بمناسبة الذكرى 24 للانتفاضة الاذارية التي انطلقت في جميع محافظات بلدنا من كردستان شمالا حتى البصرة جنوبا، تحدث الينا شاهد عيان هو الرفيق عبد الرزاق سعيد
عن بداية الانتفاضة يقول: كان الناس البسطاء يعتقدون بأن انتهاء الحرب العراقية الايرانية سيعيد العراق الى سابق وضعه حيث المال الكثير و بالامكان اعادة المعامل والمصانع المدمرة ولم يعرفوا بأن البلد يترنح تحت ثقل الديون المالية التي انفقت لأدارة دفة الحرب.
لكن صدام المهووس بداء العظمة والتخبط في سياسته ومنها ايجاد المبررات من اجل ابتزاز دولة الكويت للحصول على المال في ثمانينيات القرن الماضي وكان يتهمها بسرقة نفط العراق ونعت شيوخها بنعوت لا مبرر لها وكان يحلم بامبراطورية كبيرة .
اجتاح الكويت وخرب ودمر وعندما انهزمت قواته امام قوات التحالف نتيجة للضربات المتلاحقة تخلخلت القيادات العسكرية لانها مدركة ان مواجهتها لآلة التحالف العسكرية غير مجدٍ وعدم ايمانها بالدفاع عن نظام لا يحترم شعبه وبذلك تخلت عن القتال وتركت اسلحتها وانسحبت ومن جانب اخر اخذت القوى الوطنية ومنها حزبنا تتأهب للمساهمة في التصدي للأجهزة الامنية في الداخل واسقاط النظام كونه استخدم ابشع الجرائم البربرية ومنها الاسحلة الكيمياوية لأبادة الشعب الكوردي وما حصل ضد مقرات حزبنا في بهدنان خير دليل على ذلك.
ويستطرد قائلا كنت اسكن في مركز كركوك حي الضباط جنوب المدينة حيث يوجد عدد من الشباب الكرد جاءوا من محلات الشورجة وامام قاسم والاسكان وسكنو هذا الحي تجنبا للملاحقة من جهاز الامن والجيش الشعبي ولأن هذا الحي بعيد عن عمليات الدهم والتفتيش ,كنت اتواصل معهم واحثهم على ضرورة القيام بالفعل الثوري عندما تبدأ الانتفاضة ,وعندما بدأت في مدن وبلدات كردستان رانيا وجوارته الخ متزامنة مع انتفاضة ثوار المحافظات الوسطى والجنوبية استطعت تشكيل مجموعة من الشباب المتحمسين في مفرزة ثورية نواتها اولادي (الثلاثة دلير , عادل , دلشاد) الذي استشهد اثناء المواجهة مع قوات النظام بعد هجومهم على المدينة بالاضافة الى احد العسكريين الذي التحق بالمفرزة وهو من اقربائنا واحد الشباب الاخرين من المؤيدين للاتحاد الوطني .
لم نمتلك السلاح وكان سلاحنا السكاكين ومفك البراغي(الدرنفيس) خرجت المفرزة الى المدينة وتم تجريد احد الجحوش من سلاحه في درابين محلة امام قاسم المتوجه لربيته في قلعة كركوك وبذلك اصبح لدينا قطعة سلاح واحدة وخرجت المفرزة مرة اخرى الى حي الشورجة وتمكنت ايضا من نزع سلاح احد الحراس الليليين كما استطاعت الافلات من مفارز السلطة والافلات منها في نفس المحلة رغم الكثافة النارية التي وجهت لسيارتهم البرازيلي التي كانوا يستقلونها ونجوا من الموت بأعجوبة.
وتمكنا من الاتصال بأعداد اخرى من الشباب من اجل الدعاية لصالح الانتفاضة وكان لهم دور كبير في ذلك.
وفي يوم سقوط المدينة 17ــ 18/3 تمكنت مفرزتنا من مطاردة سرية من الجنود كانت في حراسة الجسر الرابع كما تمكنا من الاستيلاء على عدد من الاسلحة الخفيفة من الجنود ورجالات السلطة من الحزبين والجيش الشعبي بعد دخول قوات البيشمركة، وشاركنا في الهجوم على المعسكر والاستيلاء على الاسلحة من مخازن الجيش وتم توزيعها على الرفاق الذين اتخذوا من بناية القسم الداخلي في محلة التكية الطالبانية مقراً لهم, وتوافد اعداد كبيرة من الشباب للتطوع في بيشمركة الحزب .
وفي حي الضباط وقفنا ضد سرقة الدور من قبل بعض السراق بأسم البيشمركة ونشرنا حراسات في الشوارع وحافظنا على عوائل الضباط وممتلكاتهم وللحقيقة فان مفرزتنا هي المفرزة الوحيدة التي كان لها باع طويل في مطاردة ازلام السلطة وقامت بفعاليات عسكرية عديدة وبعد هجوم قوات النظام على المدينة والقيام بضرب الناس العزل في المدينة وقصفها بالطائرات والاسلحة الاخرى وعدم التكافؤ بين سلاحنا البسيط وسلاحهم الفتاك الذي استخدم ضد الثوار وكان معهم عناصر خلق الايرانية.
انسحبت قوات البيشمركة والمواطنين الابرياء الذين ارعبتهم هجمات قوات النظام وكانوا بأعداد كبيرة جدا خوفا من الكيمياوي الذي كان النظام يلوح به بضرب المدينة وفعلا تم ضرب ناحية قره هنجير بالكيمياوي و سقطت على اثر ذلك عدة عوائل وتوجهنا بأتجاه الحدود العراقية الايرانية وبقيت هناك فترة.
بعد دخول قوات النظام الى المدينة القي القبض على الكثير من المواطنين ومن بينهم جنود اسرى لدى ايران تم اعدامهم وتم تجريف محلات سكنيه وتهديم منازل عديدة وبعد اعلان العفو رجعنا الى اربيل وسكنت هناك خوفا من بطش النظام لما قمت به من فعل ثوري في كركوك.