فضاءات

المجد والخلود لحزبنا الشيوعي في عيده الحادي والثمانين / جواد وادي

تمر السنوات تباعا والمسيرة تتواصل رغم محاولات الحاقدين والموتورين وذوي العقول المثخنة بالضغائن والبغضاء ازاء مسيرة حزبنا الشيوعي المتماسكة، والعراق ينتقل من محنة إلى أخرى وحزبنا الشيوعي الباسل ما اهتزت إرادته ولا هانت عزيمته ولا لان دفاعه عن المحرومين يوما رغم الهزات العنيفة والنكبات المرعبة التي مرت على العراق.
كل عام يحتفي الشيوعيون العراقيون واصدقاؤهم وكل الخيرين في العالم بهذه المناسبة التي تجاوزت الاحتفال التقليدي الخالي من أي معنى ليتذكر الجميع تأريخ وطن عاثت فيه الأحداث المخيفة وشعب واجه اشرس صنوف الإبادة والقهر والموت والتشريد، ومع كل هذه المحطات الدامية، ظل الحزب وعلى امتداد عقود الظلم والملاحقات ونوايا اقتلاعه من الارض العراقية، راسخا حيث وظف الأفّاقون والفاشست من البعثيين وغيرهم كل الوسائل القذرة واللا أخلاقية للقضاء على هذا الحزب العتي والعصي على الانكسار، فخابت كل محاولاتهم ولاحقتهم اللعنات، والآن فهم?يحصدون نتائج سوءاتهم ويذوقون مرارة افعالهم الخسيسة، تلك التي اودت بحياة الآلاف من خيرة ما انجب العراق العظيم من رجالات اذهلت القتلة بصمودها وعنادها ومواجهتها لشتى انواع القهر منذ بدأ الحزب خطوات التأسيس الأولى، فلاقى المناضلون الشيوعيون وعلى رأسهم الخالد فهد ورفاقه الميامين، الملاحقات والعسف الرهيب ليضربوا بصمودهم المثال الأسمى لطبيعة الشيوعي ومدى تشبثه بمبادئه وإيمانه بقضايا شعبه واستعداده للبذل والعطاء من اجل أن تظل راية الفكر خفاقة.
إن التشبث بالمبادئ للدفاع عن الطبقة العاملة وكل المسحوقين تستحق أغلى التضحيات.
ونحن في حضرة هذه المسيرة الظافرة نتذكر الصمود المذهل الذي حيّر الجلّادين ولحد الآن لكوكبة الحزب من قيادييه الأبرار الذين ضربوا اروع ملاحم البطولة في مواجهة التعذيب والموت والقتل الأرعن.
كلنا ننحني أمام كوكبة الحزب الأولى حين صعد الرفيق فهد ورفاقه الأفذاذ منصة الإعدام وحتى وهم في لحظاتهم الأخيرة وحبال الغدر ملفوفة على اعناقهم، لجأ الجلّادون إلى المساومة معهم للتخلي عن حكم الإعدام لقاء التنكر لمبادئهم والعودة إلى حياة الذل والمهانة، لكنهم أبوا تلك المساومات الرخيصة حين أعلن الخالد فهد وبصوت أرعب الجلّادين (الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من اعواد المشانق). فكان بمواصفات القائد الفذ والبطل الأسطوري المؤمن بمقدساته وفكره النيّر وعشقه للوطن وللشعب المكافح وهم يعلمون بأنهم ذاهبون إلى النهاية، ولكنها نهاية جسدية وخلود أبدي، ورسم معالم البناء الحقيقي للإنسان العراقي القادم، وبهذا الفعل البطولي ضرب قادة الحزب الأبطال مثالا في الوفاء الذي لا يتزعزع للمبادئ الخيرة، مما اعطى المناضلين من بعدهم شحنة من الصمود والوقوف بوجه اعتى واشرس نظام فاشي مر على تأريخ البشرية منذ انقلاب (شباط) 1963 المشؤوم الذي خططت له مخابرات الدول الامبريالية ونفذه قادة البعث المجرم من الصبيان الجهلة واعوانهم فمارسوا شتى طقوس الإبادة بكل فظائعها بحق الشيوعيين مناضلين ومناضلات، واباحوا دماءهم واعراضهم بوسائل قذرة ومقززة، وكان نصيب قا?ة الحزب الميامين الحظ الأوفر من وسائل التعذيب المجرمة حتى الموت، فقطّعوا جسد الخالد سلام عادل إربا، ولم يتزعزع قيد انملة او يفضي بسر للجلادين حتى قضى في اقبية الموت البعثية وها هو المفكر والكاتب الفذ عبد الجبار وهبي الذي نشروه إلى نصفين وهو حي، بطريقة همجية وموغلة في السادية، وذلك محمد حسين ابو العيس والعشرات من العقول النيرة من خيرة ابناء العراق الأشاوس اضافة إلى الموت الجماعي لمناضلي الحزب وهتك اعراض مناضلاته. كل هذه الأفعال المجرمة وبقي الحزب شامخا ووفيا لمبادئه مما أذهل الأعداء والمتربصين به وحتى الجلا?ين انتابتهم الحيرة من هكذا مواقف بطولية غير مصدقين هذا الوفاء للحزب ومبادئه، حيث هم أنفسهم يفتقدون هكذا مواقف وهم اول من تخلى عن انتمائهم عن حزب البعث بعد ان وجه لهم عبد السلام عارف اول صفعة فتسابقوا للتوقيع على براءتهم من حزب البعث الفاشي خوفا من السجن لا صحوة ضمير لأنهم ببساطة يفتقرون لأبسط صيغ الكرامة ولا يعرفون من الانتماء غير قشوره لهشاشة فكرهم.
لتعود عجلة الخراب من جديد ويقود البعثيون العراق إلى خاتمة الفناء حين جاءوا ثانية بانقلاب دموي آخر عام 1968 وكان مصدر خوفهم هو الحزب الشيوعي المعروف بصموده وتفانيه من اجل مبادئه وللبعثيين تجربة مع الحزب وهم يعرفون الى أي حد تمتد جذوره في الوجدان العراقي وفي الذات العراقية الوفية لهذا الفصيل المتجذر في الارض العراقية ومن هنا كان مصدر قلقهم. فكانت فترة هدوء ما قبل العاصفة، حين وظفوا كل احابيلهم اللعينة لاستمالة الحزب والاستفادة من استحواذه على الشارع العراقي فكان لهم ما ارادوا، ولا نريد هنا ان ندخل في تفاصيل ?ريرة وقاتلة ساهمت في انتكاساتنا ومواجعنا بسبب تلك الأخطاء التي آلت إلى ما نحن فيه الآن، التي كان للحزب في شراستها وعنفها النصيب الأوفر من موت وقتل وتشريد وعذابات احرقت الأخضر واليابس، ولكننا بصدد هذا الصمود المذهل وبقاء الحزب الشيوعي رافدا للحركة الوطنية دون أن تلين شوكة نضالاته رغم الأهوال التي واجهها ومحاولات تفتيته والقضاء عليه، لكن كل صيغ همجيتهم ذهبت أدراج الرياح، وبقي الحزب الشيوعي العراقي سامقا كنخيل العراق الباسق، وظل يتجدد كما العنقاء لينهض من رماد محارقهم الخسيسة، وذهب البعث وأعوانه لمزبلة التاري تلاحقهم اللعنات وهم يتحولون إلى جرذان نتنة ليبحثوا عمن يناصرهم ممن على شاكلتهم كظلاميي داعش وكل القتلة والمجرمين.
فتحية إجلال وإكبار بمناسبة العيد الحادي والثمانين لميلاد حزبنا المجيد وإلى رجالاته ومناضليه الأحياء منهم والأموات، وتحية مفعمة بأصدق الاعتراف بالوفاء لكل من سالت دماؤه الزكية من أجل أن يبقى الحزب شامخا وعصيا على المحو والفناء، ولننحني جميعا إكراما لذكر جحافل شهداء الحزب الطاهرة التي ما خفتت اصواتهم في ضمائرنا حتى وهم اموات بحب العراق العظيم والحزب الشيوعي الباسل.
عاش حزبنا الشيوعي العتيد
والمجد والخلود لشهدائه الميامين وكل شهداء الحرية والديمقراطية والدفاع عن المبادئ النبيلة
وإلى عيد قادم ونضال حزبنا أرسخ وأبهى والعراق في حلة جديدة.