فضاءات

الكاتب والجذور الفكرية لداعش في المقهى الثقافي العراقي في لندن

عبد جعفر
أمسية المقهى الثقافي العراقي في لندن التي إقيمت يوم 29-3-2015 حول (داعش والجذور الفكرية ونظرية الخلافة) كانت متميزة في طبيعة مادة المقدمة من قبل الأستاذ أحمد الكاتب والحوارات التي أثارتها مع زبائن المقهى سواء أكانت متفقة أو مختلفة معها.
وكان الدكتور رشيد الخيون قد أكد في تقديمه، نحن أمام موضع شائك عمره 1400 عام، سفكت فيه الدماء وبذرت فيه الثروات على حد تعبير أخوان الصفا.
مشيرا الى أن الموضوع الذي سيقدمه المحاضر ساخن في التاريخ بشكل غير عادي، مؤكدا أن الكتب السماوية لم تتناول موضوع الخلافة. كما لا توجد أية إشارة في الإسلام وأصول الحكم الى الخلافة، كما يؤكد العديد من الباحثين.
وأضاف أن المحاضر أحمد الكاتب له بحوث جديرة بالاهتمام، وقد جلبت له الخصومة وأكثر من ذلك. وخصوصا بحوثه عن تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقية وغيرها من الأمور.
وفي محاضرته، أكد الاستاذ أحمد الكاتب أن فكرة الخلافة لها تصورات عديدة، وتصورداعش لها خاص جدا، وهي تصورات قديمة وجديدة في آن واحد.
واشار الى أن بروز العديد من الدعوات الى الخلافة بعد سقوط الخلافة العثمانية.
ويرى أن الفكر الاسلامي السياسي يتجه نحو خلافة الإنسان بدلا من خلافة الحاكم المستبد، أي خلافة ديمقراطية وليست خلافة دكتاتورية.
مشيرا الى أن تجربة داعش تنسف كل المحاولات النقدية ومحاولات الإصلاح لمفهوم الخلافة وإعادتها الى طرق ديمقراطية. وقد أمعنت بالعنف والقتل والإعمال الوحشية.
وأعتبر المحاضر أن داعش تنتمي الى الفكر السني الوهابي، وهو فكر السلطات التي تجعل من الناس بعيدا عن الحراك السياسي وفرض الطاعة عليهم وتحريم الخروج عن طاعة الخليفة (أمير المؤمنين).
والوهابيون يكفرون الجميع أذ أخرجوا عامة المسلمين من الإسلام
ولهذا لا يعطون للناس الحق في المشاركة بأمور الحكم.
والوهابية نتاج التحالف التاريخي بين حركتهم وحركة آل سعود على إسس توارث السلطات، لهم السلطة الدينية والى حليفهم النظام السياسي المطلق.
ولكن هذا التحالف تعرض للتصدع، لرفض الوهابية العلاقة مع الإمريكان والإنكليز ووقف الغزوات، فشن النظام حملة ضدهم.
ومع تطور الإحداث اللاحقة، زادت الوهابية تطرفا، وبرزت وهابية جديدة من رحم الوهابية السابقة كفرت بالنموذج السعودي التي كانت تسانده.
وأهم ملامح الوهابية الجديدة:
- إقامة الخلافة بدون ديمقراطية أو شورى، ولادستور.
- اللجوء الى السلاح على قاعدة التكفير والإستباحة.
- إستخدام القسوة من إجل ارهاب الجميع.
- إعتبار إنفسهم هم المسلمون الوحيدون ولهم الحق في إستخدام كل وسائل العنف ضد الغير.
وأشار الى أن للحركة الوهابية تأثيرات في العراق بدأت منذ أواخر الحكم العثماني ومن روادها محمود الالوسي وشكري الالوسي وعبدالكريم الصاعقة والشيخ بهجت الأثري وغيرهم.
وبرزت الوهابية من خلال حزب التحرير الاسلامي في السبعينيات ولكن لم يوجد لها طموحات سياسية ، ورغم ذلك تعرضت في أيام النظام السابق الى عقوبات وإعتقالات، غير أنه أطلق لها العنان إثناء الحرب العراقية الايرانية.
واشار الى أن فكر داعش هو فكر مأزوم ومغلق ولا يبني شيئا.
فما الذي يقدمه الداعشيون إذا نجحوا؟ الجواب هو إستمرار عنفهم و قسوتهم من إجل إرهاب الجميع وتكفيرهم ووضع حاكم مطلق له الحق في خرق كل الإعراف والشرائع وله الطاعة ما دام في السلطة الى أن يأتي من يحل محله.
وطرح زبائن المقهى أسئلة للمحاضرحول علاقة الإسلام بالإرهاب، وكيف إستطاع الإنتشار في العالم؟ وهل تمثل ممارسات داعش طبيعة الإسلام و ضمن مرتكزات مذاهبه المختلفة وليس بالفكر الوهابي فقط؟ من أين جاءت داعش ونمت بهذه السرعة؟
وأشار المحاضر ومقدم الضيف الى ان الموضوع واسع وبعض الأسئلة يدخل في الإطار السياسي.