فضاءات

ستوكهولم: إحياء ذكرى يوم الشهيد الفيلي / محمـد الكحط

كل عام نلتقي لنستذكر مأساة أبناء شعبنا من الكرد الفيلية وأبنائهم المغيبين، وما يؤلمنا جميعا ان آثار هذه الجريمة لازالت ماثلة ولم تجد الحلول رغم مرور أثني عشر عاما على سقوط نظام القتلة البعث الفاشي.
ان ذكرى جريمة الابادة الجماعية بحق الكورد الفيلية وتهجيرهم القسري وسلب مواطنتهم العراقية ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة وحجز وتغييب الآلاف من أبنائهم دون معرفة أماكن رفاتهم، من قبل نظام الطاغية المجرم صدام المقبور، لهي جريمة كبرى تقشعر لها أبدان الشرفاء، وقد أرتكبها أزلام نظام البعث بدم بارد وبعيدا عن أي قيم إنسانية.
وفي ستوكهولم أحيا الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي ذكرى يوم الشهيد الفيلي يوم 5/4/2015، في شيستا ترف Kista Träff، بحضور واسع من أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم والوزير المفوض في سفارة الجمهورية العراقية لدى مملكة السويد الدكتور حكمت داود ججو، وممثل حكومة اقليم كوردستان وممثلين عن العديد من المنظمات والأحزاب السياسية العراقية والكردستانية ومنظمات المجتمع المدني، وتمت استضافت القاضي آسو صوفي الذي قدم من العراق مشكورا.
بدأ الحفل التأبيني بتلاوة آيات من القرآن الكريم والوقوف دقيقة حداد على ارواح الشهداء. ثم القيت كلمات الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي وكلمة السفارة العراقية القاها الوزير المفوض الدكتور حكمت جبو، بعدها كلمة بأسم عوائل الشهداء، ومن ثم توالت كلمات الجهات المدعوة الأخرى، منها لممثل حكومة إقليم كردستان، وكلمة هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد، وغيرها من الكلمات.
وكان للشعر الحزين إيقاعه المثير للشجون، فألقت سيدة من شبكة المرأة الكردية الفيلية، قصيدة، كما ألقى ابراهيم جهان بخش قصائد مؤلمة تذكر بالمأساة.
كان المتكلم الرئيسي القاضي آسو صوفي، الذي شرح الطبيعة القانونية للجريمة والإجراءات التي أتبعت خلال المحاكمة وتفاصيلها، ونال عرضه أستحسان الجميع، وبعد الاستراحة أجاب على استفسارات وأسئلة الجالية العراقية حول قضية الكورد الفيلية والأمور المتعلقة بقضاياهم في العراق والخارج.
وللأسف فلا زال معرفة ومصير ومكان رفات أكثر من 2000 من أبنائهم وشبيبتهم الذين احتجزهم النظام السابق مجهولا، رغم المعاناة والخسائر الاقتصادية الجسيمة. مما يتطلب وقفة جادة من السلطات العراقية والتعامل معهم بعدل وأنصاف، فقد هجروا وأبعدوا من قبل النظام المجرم، وأسقطت عنهم جنسيتهم العراقية وأمر بأبعادهم عن وطنهم العراق بموجب القرار رقم 666 المؤرخ في 7/5/1980 الصادر عن مجلس قيادة الثورة (المنحل) والمنشور في صحيفة الوقائع العراقية الرسمية، بغداد، العدد 2776 بتاريخ 26/5/1980، حيث نص القرار في الفقرة (1) على "تسقط الجنسية العراقية عن كل عراقي" الخ. وفي الفقرة (2) "على وزير الداخلية ان يأمر بأبعاد كل من اسقطت عنه الجنسية العراقية" الخ.
وبناءا على مصادر عديدة ومنها تأكيدات المدعي العام في "قضية تهجير وقتل الكرد الفيليين" الأستاذ عبد القادر الحمداني فأن "الاحصاءات المتوفرة تشير الى ان نحو 600 الف كوردي فيلي سيق الى مراكز الاحتجاز والمخيمات" وتم ابعادهم سنوات 1980-1990. يضاف اليهم عدد المهجرين من قبل النظام السابق اعوام 1969-1972 والذي يقدر بأكثر من 50000 مواطن.
في هذا اليوم ندعو كل الجهات ذات العلاقة بذل كل الجهود لتفعيل الآليات لتنفيذ القرارات لإعادة المواطنة والممتلكات والتعويضات لهم بأسرع وقت.
وختاما الف تحية على أرواح شهداء الكورد الفيلية وجميع شهداء العراق.