فضاءات

كوبنهاكن تحتفل بالذكرى 81 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي / مزهر بن مدلول

على ايقاعات (عمي يا بو جاكوج ، خذني خذني وياك) رقص المتهمون بحب الناس والوطن، تلك التهمة التي كلفتهم احلى سنوات العمر وفرقتهم على البحار والقارات، ومازالت تلاحقهم وستبقى كذلك طالما بقي الدجالون متنكرون بالسواد المقدس!.
مع انغام ( يا عشكَنا.. فرحة الطير اليرد لعشوشة عصاري)، غنّى الذين واجهوا الاستنطاقات وجلسات التعذيب واقبية التخلف المظلمة بعزيمة وشجاعة قلّ نظيرها في عالم يسوده الجشع الى حد تهشيم العظام.
مع نبضات القلوب بالاحلام والآمال والحنين، غنّى الشيوعيون لبلادهم الجميلة التي داست ارضها بساطيل العنجهية ودبابات التخلف والافكار البدائية كما يدوس الفيل آنية فخار.
غنّى اولئك الذين كدحوا على ظهورهم، غير عابئين بما راكمه (احفاد قارون) من عقارات وشركات وسندات ليسرقوا عرق جبين الفقراء بلا رحمة ولا ضمير ولم يتركوا لهم حقهم في الاستمتاع بالانتماء للوطن.
رفع الشيوعيون رايات السلام، عسى ان يتحرك ضمير الذين يبنون مصانع الاسلحة وادوات القتل، استعدادا للقضاء على اكبر عدد ممكن من الناس في حروب مستقبلية يخططون لها ويجنون من ورائها مليارات اخرى.
فرح وابتهج الشيوعيون مستنكرين جشع شركات المال وبورصات شارع وول ستريت والبنوك العملاقة وعولمتها الاستغلالية، التي تنهب الجيوب وتجوع البطون لكي يتسنى لها ان تتلاعب بمصائر الشعوب كأنها آلهة الأولمب في اثينا!.
هتفت حناجر الذين مازالت رئاتهم تتنفس غاز الخردل وعلى جلودهم اثار الهراوات، بحياة حزبهم (يا حزب الابطال...)، حزب فهد وسلام عادل والحيدري، فصدحت موسيقى الامل والجمال بدلا من صفارات الانذار التي تطلقها البوارج الحربية.
ارتسمت علامات الألفة على وجوه الاطفال والعوائل التي حضرت الاحتفال، علامات واضحة التعابير، والتي تقول بأننا ابناء وطن واحد مهما اختلفت الواننا وانتمائتنا وافكارنا، وهذه هي ايضا اغانينا، اغاني العراق التراثية والفلكلورية الكثيرة، التي غنتها فرقة بابل بقيادة المايسترو سعد الاعظمي وبمشاركة الفنان اشور والتي جمعت العراقيين من شماله الى جنوبه، حيث انطلق الموال والعتابات البدوية والدبكة الكردية والاشورية وايقاعات الجوبي من حنجرة واحدة لتؤكد للقاصي والداني بأنّ ارضنا واحدة وتضحياتنا واحدة وتاريخنا واحد ومصيرنا واحد.
كان كل شيء في قاعة الاحتفال، يحمل بين طياته الفرح، اعتبارا من الكلمة الترحيبية التي القاها الرفيق محمد هادي والتي عبر فيها عن ثقة الشيوعيين بشعبهم في صناعة المستقبل الزاهر، وبرقية اتحاد الطلبة والشبيبة في الخارج التي قدمها الشاب جاسم سلمان والتي عبرّ فيها عن تهانيه لهذا الحزب الذي يرعى الطلبة والشباب كبناة لعراق جديد، مرورا بأبيات الشعر الشعبي التي قرأتها عريفة الحفل بهار رضا، تلك الابيات التي طالما تغنى بها العراقيون كمناشير سرية ورددتها الالسن جيل بعد جيل، وانتهاءا بالهدايا الرمزية، والقمصان، التي تحمل صور جيفارا، بالاضافة الى لوحة الفنان هادي الصكر التي اهداها الى الحزب بالمناسبة.
وانطلاقا من قناعة الشيوعيين بأهمية دعم عمل رفاقهم في داخل الوطن، كرسوا مزيدا من الجهود في سبيل جمع التبرعات لحزبهم النزيه، الذي مازالت مصادر تموينه الاساسية هي اشتراكات اعضاءه وتبرعات اصدقائه.
واختتم الحفل بالاهازيج والردات والهلاهل، التي تحيي شعبنا في مواجهته للارهاب والفساد.
السبت 11 / 4 / 2015