فضاءات

"الحُفر" ميزة بغداد والسبب "هروب المقاولين"! / أحمد حسن الياسري

يعيش مواطنو العاصمة بغداد ازمة حقيقية بسبب التردي الواضح في مستوى الخدمات الاساسية المقدمة لهم من قبل الاجهزة المعنية، وعلى راس القائمة يأتي الكهرباء والماء الصالح للشرب وتراكم النفايات وارتفاع الاسعار وغيرها.
فاهالي منطقة الزعفرانية مستاؤون من النقص الحاد في الخدمات، كانقطاع التيار الكهربائي وشحة الماء المستمرة في المنطقة المتنامية سكانياً، إضافة إلى عبء اخر يواجهونه وبشكل يومي الاوهو الزحامات المرورية الخانقة في مدخل المدينة بسبب كثرة الحفريات الممتدة على طول الشارع الرئيس.
طريق الشعب التقت بعدد من مواطني مدينة الزعفرانية لتسلط الضوء على معاناتهم وبشكل ملموس.وكان اللقاء الاول بالمواطن حسن فليح (55 عاما) يقول: أن "أمانة بغداد نفذت مشروعا لاكساء الشارع الرئيس للمنطقة وقبل ثلاث سنوات، وفي بداية المشروع قامت بعمل حفريات على طول الشارع، الا انها لم تكمل العمل وفق المخطط له، بسبب هروب المقاول بأموال المشروع"، مبينا: أن الشارع يشهد ما معدله حادثا مروريا في اليوم. ويضيف قائلا: أن "شكاوى الأهالي إلى أمانة بغداد والمجلس البلدي بشأن الحفريات الكثيرة لم تجد اذاناً صاغية لها وتقابل بالاهمال".
من جانبه، يقول المواطن علي محمد: أن" ما قامت به أمانة بغداد من حفريات في الشارع تسبب بكسر أنابيب مياه الصرف الصحي مما ادى الى تلوث مياه الشرب في معظم الشوارع"، ويتابع بقوله : أن "هذه الظاهرة انتشرت بشكل كبير حتى أصبحت جزءاً من حياتنا".وعلق بعض المواطنين بسخرية على أعمال أمانة العاصمة مثل مد أنابيب المياه وحفر شبكات المجاري،ومايترب على ذلك من دمار للشوارع والمناطق بسبب تلكؤ المشاريع، بقولهم: "ان اليوم الذي لا نرى فيه حفريات في الشوارع نشك إننا في بغداد". من جانب اخر يؤكد بعض سكان منطقة الزعفرانية: ان الكثير من اعمال الحفريات لا يتم انجازها بشكل تام بعد اكمال العمل، ويتندر بعضهم بالقول: انها "من سمات بغداد الفريدة".وحسب انباء اخبارية تشير: ان محافظة بغداد تستعد لتنفيذ خطة الـ 60 يوما من اجل إكمال المشاريع المتلكئة التي تنفذها بعض الشركات، مؤكدة: أنها ستتخذ إجراءات صارمة بحق المتلكئة منها.وقال محافظ بغداد علي التميمي في بيان له: أن المحافظة "ستبدأ قريبا بخطة الـ 60 يوما لإكمال المشاريع المتلكئة التي تنفذها المحافظة في مختلف مناطق العاصمة، إلى جانب الخطط الجديدة التي ستساهم بتقديم الخدمات إلى الأهالي"، مؤكدا مساعي المحافظة لتحقيق نقلة بالواقع الخدمي في بغداد لاسيما للمناطق الفقيرة والمحرومة.من جانبه، يؤكد مقرر مجلس بغداد، فرحان قاسم بقوله : ان المجلس سيدرس مطالب أهالي الزعفرانية، وسيرفع الشكوى إلى الجهات المختصة.وقال قاسم لـ"طريق الشعب": أن "هذه الحالة ليست مقتصرة على الزعفرانية، فغالبية مناطق الإطراف تعاني مشكلة الشوارع غير المؤهلة والمجاري، بالإضافة الى مشكلة شحة المياه وانقطاع التيار الكهربائي"، مبينا ان "هناك شرائح كبيرة في أطراف بغداد محرومة من حزمة الخدمات المتكاملة".وأضاف مقرر المجلس: أن "معاناة الزعفرانية سترفع إلى لجنة خدمات الاطراف"، مبينا: "انا كمقرر مجلس المحافظة سأذهب إلى أمانة بغداد ولجنة أعمار بغداد، من أجل طرح المشكلة بشكل شخصي". وأوضح: أن "لجنة خدمات الأطراف مهتمة بمراقبة ما يجري في المناطق، وهذه لجنة فعالة، لديها صلاحيات واسعة، خاصة بعد التعديلات التي جرت على قانون مجالس المحافظات رقم 21"، موضحا: أن"محافظ بغداد بالإضافة إلى أعضاء مجلس المحافظة، لديهم جدية في التعامل مع ملف اطراف بغداد". كما أوضح رئيس لجنة الاعمار في مجلس محافظة بغداد كامل السعدي، قائلا : ان"المحافظة ستضع إجراءات رادعة بحق الشركات المتلكئة وستوجه إنذارات لها، ليتم بعدها سحب العمل منها وتحميلها مسؤولية تراجع العمل في تلك المشاريع وإحالتها إلى شركات رصينة".واخيرا نقول: المواطن في العاصمة بغداد وبخاصة اهالي مدينة الزعفرانية يترقبون وعود المسؤولين على امل تحقيقها في اقرب وقت ممكن لتخفيف بعض مايعانوه جراء نقص الخدمات، ولعل الرياح تاتي بما تشتهي السفن.