فضاءات

أيار والمرأة العاملة العراقية / نضال صبيح مبارك

ان المرأة العراقية وعلى مدى السنين عانت وتعاني من الاضطهاد والقسر والحرمان من حقوقها الاجتماعية والثقافية والسياسية بسبب المفاهيم والأحكام الرجعية المتخلفة ولا اقصد بالمطلق بل يشمل النسبة الكبيرة منهن وبالأخص النساء التي لم تتوفر لديهن الفرص لاستكمال تعليمهن .....ولكن قسما منهن وصلن إلى درجة عالية من الثقافة والتعليم وانخرطن أيضاً في النضال السياسي بسبب إصرارهن على المواصلة وتحدي الظروف لكي تكون المرأة على قدم المساواة في مجالات العمل والحقوق والتعيينات، كما لعب الوعي العائلي التقدمي دورا مهما أيضاً في مساندة المرأة .
ولكن تبقى المرأة العاملة العراقية في مواجهة دائمة مع العوائق التي تحاول أن تحد من قدرتها ومساهمتها في فرص العمل ،إضافة إلى ازدياد البطالة في صفوف النساء كما هي الأمية المنتشرة بينهن ناهيك عن الاضطهاد وذلك نتيجة حتمية لسيادة الأفكار والمعتقدات السلبية تجاه حقوق النساء إضافة إلى خلق الظروف التي تتحكم في حياتها وحريتها وكذلك الاستغلال الطبقي المضاعف تجاه النساء .
إن المرأة العاملة العراقية تجابه الكثير من المضايقات في الملبس والتصرف أثناء عملها لتضعها في آخر موقع من الحياة العملية ، أما بالنسبة إلى نشاط وتحركات النساء في مجال النقابات فتكاد أن تكون معدومة إلا ما ندر، فهي حكر على الرجال الذين يتحكمون حتى في تشكيل اللجان النسوية التي تعمل في صفوف العاملات في شتى القطاعات الصناعية والخدمية، فلقد انحسر دور النقابات العمالية في زمن النظام الدكتاتوري (بقرار 150 وقانون التنظيم النقابي) الصادر عام 1987 من قبل ما يسمى بمجلس قيادة الثورة في النظام الدكتاتوري ، أما بعد الاحتلال فزادت نسبة البطالة أكثر بين النساء العاملات لتشتت الحركة النقابية وزيادة التمييز في العمل بسبب عدم وجود قانون عمل موحد ينصف المرأة العاملة العراقية ويمنحها حقوقها المشروعة ومنها التساوي بالأجور، وفي قيادة العمل النقابي والتي هي بعيدة عنها بسبب المضايقات التي تعيق عملهن الميداني.
يطل علينا الأول من أيار عيد العمال العالمي والذي تحتفل به شغيلة العالم ونحن في القرن 21 .... وما زالت المرأة لم تنل حقوقها كاملة والمرأة العاملة العراقية خير مثال والتي تظل في آخر قائمة التعيينات وافتقادها إلى ابسط التسهيلات ومنها إنشاء دور للحضانة للاطمئنان على أبنائها ولزيادة عطائها ، كما توجد موانع لمساندتها في الانضواء والعمل في التنظيم النقابي.
كما لعبت النظرة المتخلفة بتحديد دور المرأة في رعاية الأسرة والانجاب فقط وتم تكبيلها اقتصاديا بالرجل مما جعلها تابعة حتى في اتخاذ القرارات المصيرية ، ومن واجب القوى الوطنية والديمقراطية السعي لتوعية النساء والضغط من اجل تشريع قوانين تقف حائلا امام استغلالها وتحقيق حقوقها المكبوتة .
تحية لكل النساء في عيد الطبقة العاملة، والمجد والخلود لشهيدات الحركة النسوية والعمالية.