فضاءات

عن حياة الانصار 1/ مزهر بن مدلول

المسافات أ
في الجبال تقاس المسافات بالساعات والايام والليالي وليس بالكيلومترات!، من مدينة بامرني في بهدينان وهي مدينة صغيرة مبنية على تلة، وتسيطر عليها الحكومة في النهار فقط، يمتد (ده شت) اخضر ومكشوف والمشي فيه يستغرق ست ساعات تتطلب الحذر الشديد من هجمات (طيران الهلكوبتر)، وهذا الطريق يؤدي الى (كلي مراني) حيث مقر (الفوج الاول) للانصار، ومن هذا المقر الى قرية (كافيا) حيث (قاطع اربيل) تقدر المسافة بخمس ساعات جبلية.
من هذه النقطة الواقعة في جبل (كارة) تحتاج الى اكثر من ليلة مظلمة لكي تصل الى الشارع الذي يفصل (بهدينان) عن جبل (شيرين)، وهناك يتشابك نهرا (الشين والزاب)، فبالاضافة الى نقطة عبور (الشين) التي يعرفها الانصار، هناك منطقة عبور اخرى لا نستخدمها الاّ ما ندر، وتقع خلف دكاكين قرية (جه مجو)، والعبور منها مجازفة كبيرة حيث يكون النهر عميق وتياره جارف ولا توجد وسيلة مخصصة لعبوره اضافة الى انها تقع في منطقة خطيرة من الناحية العسكرية، وهذه النقطة هي التي تفصل بين (بهدينان) ومنطقة (برزان).
بالنسبة الى (كَلي زيوة) في بهدينان والذي ضربته السلطة بالاسلحة الكيمياوية في عام 1987حيث اصيب اكثر من مائة نصير بالتسمم والحروق واستشهد النصيران (ابو فؤاد وابو رزكَار) فيها، هذا الوادي عبارة عن نصف دائرة والزاب قطر الدائرة والمقر هو مركز الدائرة!، وفيه ثلاثة فتحات او بوابات تخرج منها المفارز، واحدة من جهة العمادية وهي بوابة كبيرة تقع بين قمتين، والثانية صغيرة باتجاه (كيشان)، والثالثة من الزاب باتجاه الحدود التركية، وجميع هذه المسافات من المقر حتى البوابات يمكن تحديد زمنها ب 35 الى 45 دقيقة، تطل الفتحة الاولى على منطقة تكاد تكون خالية من البشر الا من بيوتات متناثرة وفقيرة للمسيحيين، والفتحة الثانية تطل على منطقة تكثر فيها اشجار البلوط وهي منطقة خطرة ومهجورة وتكثر فيها الزواحف والثعالب وتذهب الى (كيشان) و(كلي هصبة)، اما الفتحة الثالثة فتقود الى المناطق المأهولة بالقرى وتمتد حتى حدود (سوران)، وتعتبر نقطة عبور الشين الرئيسية المألوفة، هي النقطة التي تفصل بين (بهدينان) و(لولان).
اما النقطة القريبة من كافيا والتي تقع على سفح احد قمم كارة، فتمتاز بانها تطل على منطقة مفتوحة وسهلة وخطيرة، ويمكن اعتبارها النقطة التي تفصل (بهدينان عن اربيل).
ومن جهة الحدود مع تركيا، فأنّ نقطة عبور الخابور التي يستخدمها الانصار القادمون من الخارج في الدخول الى الاراضي العراقية ، كما تستخدمها مفرزة الطريق في جلب السلاح والبريد، فتعتبر هي النقطة التي تفصل (بهدينان) عن الحدود التركية.