فضاءات

الإحتفاء بالمبدع خليل شوقي في نيوزيلندا

الدكتور / خليل الجنابي
أقامت جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية أمسية إحتفائية بالفنان الراحل خليل شوقي وذلك يوم السبت المصادف 30 / 5 / 2015 حضرها حشد كبير من العراقيات والعراقيين والعرب .
صورة كبيرة للفنان الراحل تتوسط القاعة كان قد أعدها الفنان التشكيلي ( سامر الكرخي ) ، وعلى أنغام أغاني يوسف عمر والكبنجي وفريدة محمد :
تقمص الفنان المسرحي ( فاروق صبري ) شخصية ( خليل شوقي ) وبدأ عرضاً تمثيلياً مشوقاً عندما دخل إلى القاعة وهو يعتمر ( السدارة ) الفيصلية التي كثيراً ما كان يستعملها الفنان خليل شوقي ، ويمثل دور ( مصطفى الدلال ) ودخلت معه الفنانة ( أنسام الحكيم ) متقمصة دور ( سليمة خاتون ) وهي ترتدي العباءة النسائية التي كانت ولا زالت تستعملها النساء العراقيات وتحمل بيدها صينية فيها شموع وأغصان الياس وبمشهد تمثيلي مشوق يتحدث معها قائلاً :
وين رايحة سليمة خاتون ، شنو هلصينية وياس وشموع ، خير ، ناذرة ، مقبول نذرج إنشاء الله...... تبقى المرأة ، سليمة خاتون ساكتة....يصلان امام الجمهور ، المرأة تضع الصينية أمام صورة خليل شوقي وتجلس جانباً ، يجاورها مصطفى الدلال قائلاً : صحتج اشلونها سليمة خاتون ، وحسين اشلونه ، ها بطل من المدرسة ، اي المدرسة ما تؤكل خبز ، من رخصتج سليمة خاتون أورّث الجكاره .
بعدها يعرض مقطع من ( فيديو ) مسرحية النخلة والجيران - الجزء الأول منه .
تقدم بعد ذلك الفنان ( فاروق صبري ) محيياً الحضور :
مساكم الله بالخير ... الأن يحضر معنا خليل شوقي ، لذلك حاولت أن ألبس أجمل الثياب وأنا أحتفي به كإنسان يعشق الفرح ولا يربكه الوجع ، يدمن الحلم ولا يرعبه اليأس ، ينثر عطر الكرد ، ويتبغدد منذ بداية حضوره وحتى منفاه الأخير ويرتل العراق إنتماءً وتمنياً ومسرحاً .. : أنا كردي، بغدادي الهوى.. وطني العراق .. وأخذ يسرد نبذة عن سيرة الفنان ( خليل شوقي ) والتي جاء فيها :
خليل شوقي ممثل، ومخرج عراقي. ولد عام 1924م في بغداد،وتوفي في التاسع من شهر نيسان عام 2015 في هولندا.وارتبط بالفن بتشجيع من أخيه الأكبر، دخل قسم التمثيل في معهد الفنون الجميلة ببغداد مع بداية تأسيس هذا القسم، لكنه هجر الدراسة فيه بعد أربع سنوات، وما لبث أن عاد إليه ليكمل دراسته ويتخرج منه حاملاً معه شهادةً دبلوم في فن التمثيل عام 1954. وعمل موظفًا في دائرة السكك الحديد وكذلك أشرف علي وحدة الأفلام فيها وأخرج لها العديد من الأفلام الوثائقية والإخبارية، وعُرضت في تلفزيون بغداد بين عامي 1959 و 1964. يعد الفنان القدير خليل شوقي فنانًا شاملاً، فقد جمع بين التأليف والإخراج والتمثيل وغطى نشاطه الفني مجالات المسرح والتلفزيون والسينما والإذاعة. لقد كانت بدايته مع المسرح وكان من مؤسسي "الفرقة الشعبية للتمثيل" في عام 1947، ولم تقدم الفرقة المذكورة آنذاك سوي مسرحية واحدة شارك فيها الفنان خليل شوقي ممثلاً وكانت تحمل عنوان "شهداء الوطنية" وأخرجها الفنان الراحل إبراهيم جلال. وفي عام 1964 شكّل فرقة مسرحية بعنوان "جماعة المسرح الفني" بعد أن كانت أجازات الفرق المسرحية (ومنها الفرقة المسرحية المشهورة فرقة المسرح الحديث التي كان ينتمي إليها) قد ألغيت في عام 1963، وقد اقتصر نشاط الفرقة المذكورة علي الإذاعة والتلفزيون. وكان أيضا ضمن الهيئة المؤسسة التي أعادت في عام 1965 تأسيس (فرقة المسرح الحديث) تحت مسمى "فرقة المسرح الفني الحديث" وانتُخب سكرتيرًا لهيئتها الإدارية. وعمل في الفرقة ممثلاً ومخرجاً وإدارياً وظل مرتبطاً بها إلى أن توقفت الفرقة المذكورة عن العمل. لقد أخرج للفرقة مسرحية "الحلم" عام 1965، وهي من أعداد الفنان الراحل: قاسم محمد. ومن أشهر أدواره المسرحية التي قدمها ممثلاً دور مصطفي الدلال في مسرحية "النخلة والجيران" (وكان تناغم أدائه مع أداء الفنانة الراحلة زينب مثيراً للإعجاب)، ودور البخيل في مسرحية "بغداد الأزل بين الجد والهزل"، ودور الراوية في مسرحية "كان ياما كان"، وهذه المسرحيات الثلاث من إعداد الفنان الراحل قاسم محمد. عبر توالي منجزاته الفنية المتنوعة المسرح ، الإذاعة ، التلفزيون ، السينما أكد خليل شوقي إنه فنان من طراز ليس سهلاً على الزمن القادم الإتيان بمثله ، ففي المجالات الإبداعية تلك كان حريصاً يقدم الممتع والمثير والمتجدد ، ففي مسرحية النخلة والجيران وهي مأخوذة من رواية الكاتب المتألق غائب طعمة فرمان وإعداد وأخراج الفنان المجدد قاسم محمد ، في هذه المسرحية لم يتقمص خليل شوقي شخصية (مصطفى الدلال) ، إنه أعاد خلقها بحس شعبي ، إستنبطها من طقوس ومحلات ويوميات بغدادية ، هذه الشخصية مازالت مضاءة في ذاكرة العراقيين .
لقد توالى في عرض بعض اللقطات من مسرحية النخلة والجيران ، مسرحية بغداد الأزل ، مسرحية كان يا ما كان ، فلم الظامئون ، مسلسل الذئب وعيون المدينة ، مسلسل نسر وعيون المدينة .
كما عرض لقاءات بالصوت والصورة مع الفنانة ( مي شوقي ) و ( روناك شوقي ) والفنان المسرحي الدكتور ( فاضل السوداني ) ، والفنان ( قصي البصري ) ، والفنان المسرحي ( رياض محمد ) . الفنان ( غازي الكناني ) إعتذر بسبب مرضه والكاتب العراقي ( صباح الأنباري ) لأسباب فنية لم نستلم مخابرته مع الأسف .
جميعهم تطرقوا إلى خليل شوقي الإنسان المبدع الذي ربط فنه بقضية الإنسان والوطن وإعتلى بالمسرح العراقي إلى مصاف المسارح العربية والعالمية ، وكان قدوة حسنة لزملائه وتلامذته وعشاق فنه .
وفي لقطة مسرحية رائعة تنهض سليمة خاتون ( الفنانة - أنسام الحكيم ) وتحمل صينية الشموع وتضعها أمام الشاشة الكبيرة حيث تظهر صورة الشهيد ( مصطفى العذاري ) الذي شنقه الإرهابيون الدواعش وهو يدافع عن أرض الوطن ... وأخذ فاروق صبري يردد :
أهدي بهذه الأمسية الاحتفائية الخاصة بالفقيد الفنان ( خليل شوقي ) تحية من الأعماق إلى الشهيد ( مصطفى العذاري ) الذي يجتمع عند شموخه شهداء العراق الذين بدمائهم يرسمون خارطة عراق متحضر متحرر من ظلام الدواعش وأقول : مايزال يحدق في السماء ينطق باسماء النجوم يبلل وجهه بإبتسامة حبيبته يطرّز حزن أمه فراشات تحوم فوق جسر الفلوجة صلبوه ولم يشبّه به لكنه ما مات .
يعود إلى بغداد وشوارعها تغني:
مصطفى عاد إفتحوا الأبواب .
في نهاية الأمسية شكر الفنان ( فاروق صبري ) كل من ساهم في إحيائها وبالخصوص جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية ورئيسها الدكتور أمين المظفر ، وإلى الأعزاء الفنان سامر الكرخي ، والإعلامي حيدر العراقي والدكتور خليل الجنابي
وعلى الأنغام الجميلة لبعض مطربي المقام العراقي دعا الجميع لتناول ما جلبته العوائل العراقية الكريمة من مأكولات وحلويات مع الشاي العراقي والقهوة .
جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية