فضاءات

التربوي النقابي أحمد جسام صالح: عملنا يواجه التدخلات الفظة وتركة القوانين الإستبداية

عبد جعفر
المربي أحمد جسام صالح أحد المؤسسين لنقابة المعلمين بعد التغيير عام 2003. قضى اكثر من 34 عاما في التعليم والإدارة المدرسية.
وفي عام 2014 تم إنتخابه عضو فرع نقابة المعلمين العراقيين فرع بغداد الكرخ ، وهومرشح حالياً الى الهيئة الإدارية لنقابة المعلمين المركز العام للأنتخابات القادمة.
و منح عام 2014 الجائزة العالمية من نقابة المعلمين البريطانية NASUWT التي تمنح لأفضل نقابي في العالم.
وفي العام الحالي كرم بجائزة الفيدرالية الدولية للتعليم EI التي تمنح لأفضل نقابي في العالم كل أربعة إعوام. وسيحصل عليها في نهاية شهر تموز .
ويعقب الأستاذ أحمد جسام صالح عن منحه الجائزة قائلا:
في العام 2010 تبنت الفيدرالية الدولية للتعليم EI ونقابة المعلمين البريطانية NASUWT مشروع تدريب المعلمين النقابيين في العراق وتم اختياري من ضمن مجموعة من المرشحين لمهمة التدريب على هذا المشروع مع الزميل نادر عبد القادر من إتحاد معلمي كردستان العراق وبعد أن تم تدريبنا قمت بأنجاز هذا المشروع الكبير في كافة محافظات العراق وفي ظروف غاية في الصعوبة. وكان لهذا التكريم وحصولي على هذه الجائزة الكبيرة من قبل الفيدرالية الدولية للتعليم التي تضم أكثر من 173 دولة عضوا في هذه المنظمة العالمية يعد تقديرا لما قدمته الحركة النقابية في الوطن، وهي تعطيني الدافع الكبير للإستمرار في النضال والمطالبة بحقو? المعلمين المشروعة.
ما تقييمكم لتضامن النقابات الدولية مع نقابة المعلمين العراقيين؟ وهل أنتم راضون عن مستواه، والسبل لمواصلته وتطويره؟
كان للتضامن الدولي الأثر الإيجابي في دعم الحركة النقابية في الوطن ومنها مشروع تدريب المعلمين النقابيين الذي أستمر أكثر من عامين ونصف لتدريب أكثر من 550 معلما ومعلمة. كما أن التضامن مع نقابة المعلمين ساعد في كافة الصعوبات التي واجهتها و أخرها دعم المعلمين النازحين بمبالغ مالية من قبل الفدرالية الدولية للتعليم EI ونقابة المعلمين البريطانية NASUWT. بالأضافة الى الدعوات السنوية لحضور المؤتمرات والإطلاع على تجاربهم في مجال العمل النقابي الديمقراطي .
إن التضامن الدولي معنا له الاثر الكبير في صمودنا أمام الضغوط الكبيرة التي تجري تجاه النقابيين الديمقراطيين ومنها المضايقات والتهديدات للتخلي عن المطالبة بالحقوق النقابية وبناء نقابة مهنية ديمقراطية، وفي نضالنا من إجل إنجاز التشريعات وتغيير القوانين والأنظمة الإستبدادية التي لاتتماشى مع المفاهيم والقيم الديمقراطية للعمل النقابي .
كيف تواجه نقابة المعلمين التدخلات الفظة من قبل الحكومة والبقاء على القوانين المعادية للحريات النقابية التي جرى تشريعها في ظل النظام السابق؟
إن نقابة المعلمين تعمل وبشكل جاد من اجل التغلب على الصعوبات التي تواجهها ومنها التدخلات الحكومية في شؤونها الداخلية من قبل بعض الكتل السياسية المتنفذة في التشكيلة الحكومية الحالية وهذه التدخلات أثرت بشكل سلبي على وحدة النقابة وقرارها الذي يجب أن يكون مستقلا ويأخذ بالحسبان مصالح المعلمين ومطالبهم المشروعة والدفاع عنها، فالتجاذبات عملت فعلها على القيادات النقابية، فأصبحت المواقف تميل تجاه المصالح الحزبية الضيقة والميل تجاه المنافع الذاتية دون النظر للمصلحة العامه لشريحة المعلمين والظلم والحيف الذي يواجههم،?وأصبح الكثير من القيادات النقابية مع الأسف الشديد تدافع عن القوانين المعادية للحريات النقابية التي تم تشريعها في ظل النظام السابق، وهذا يؤثرعلى مستقبل الحركة النقابية في فسح المجال للقيادات الشابة لأخذ دورها إذا تم توسيع أسس ومفاهيم العمل النقابي الديمقراطي .
أثرت في ندوتك في لندن ضمن فعالية التيار الديمقراطي مؤخرا أهمية دور النقابات في التعاضد الإجتماعي وبناء الديمقراطية، والسؤال متى وكيف يتحقق هذا الدور في ظل المحاصصة والنزعات الطائفية الواضحة، وغياب التشريع الديمقراطي لعمل النقابات؟
لقد كان للعمل النقابي الدور الإيجابي في التعاضد الإجتماعي وبناء الديمقراطية وخاصة بعد عام 2003، من خلال مواجهة النقابات وبشكل إيجابي كل النزعات المذهبية والطائفية التي كان يروج لها من قبل الكثير من الكتل السياسية الطائفية ومن جميع الإتجاهات كون هذه النقابات ومنها نقابة المعلمين العراقيين تضم أطياف المجتمع بغض النظرعن المذهب والطائفة والتوجه، فكل المؤتمرات والندوات النقابية التي تقام بها تمثل الوحدة الوطنية للعراق.
ويبقى غياب تشريع القوانين الديمقراطية للنقابة العائق الرئيس في بناء هيكلية ديمقراطية حقيقية لتنظيم العمل النقابي، الأمر الذي يتطلب توحيد الجهود لإنجاز هذا الهدف الكبير .