فضاءات

محمد حيّاوي وسلسلة "ألف ليلة وليلة" المصورة / عباس داخل حسن

أثار صدور الحلقات الأولى من سلسلة "ألف ليلة وليلة" المصوّرة لليافعين، أخيرا في بغداد، أصداءً طيبة واهتماماً ملحوظاً في أوساط القرّاء والمتابعين، وأعاد إلى الأذهان مشاريع كتب الأطفال التي كانت تصدرها وتشرف عليها دائرة ثقافة الطفل العراقية في العقود السابقة. لكن المشروع هذه المرّة جاء بالتعاون مع قطاع النشر الخاص عبر "دار سطور للنشر والتوزيع" في بغداد.
وتعود بدايات المشروع إلى تسعينيات القرن الماضي عندما قرر الكاتب والمصمم المعروف محمد حيّاوي إعادة كتابة وإصدار سلسلة كتيبات صغيرة لحكايات "ألف ليلة وليلة" وفق نصوص مبسطة ومزيّنة برسومات جميلة. وقد أصدر منها آنذاك عدداً من الحكايات كخطوة أولى على طريق الألف ليلة وليلة، قبل أن تبدد الحروب والأزمات المشروع.
لتسليط الضوء على هذا المشروع الثقافي، التقينا الكاتب والمصمم محمد حيّاوي، وكان معه هذا الحوار القصير:
لماذا جاءت السلسلة في مطبوعات صغيرة ومتقشفة؟
- كان العراق يمرّ بظروف إقتصادية صعبة للغاية بسبب الحصار الذي فرضه الغرب عليه، وبدل أن يحاصر النظام آنذاك، حوصر الناس وضيق عليهم، وتراجعت أغلب الفعاليات الثقافية، بما في ذلك صناعة الكتاب، فقررت ابتكار صيغة مناسبة لطباعة الكتيبات بطريقة متقشفة من أجل تقليل الكلفة إلى أقصى قدر ممكن، وبالتالي تقديم المطبوعات للأطفال بأثمان بسيطة للغاية، فكانت تلك الكتيبات من القطع الصغير التي انتشرت انتشاراً جيداً وقتذاك.
هل واجهت صعوبة في إعادة صياغة الحكايات وتجميعها؟
في الواقع هو مشروع كبير ومعقد وتطلب مني جهوداً متواصلة لأكثر من عشرين سنة وما زلت أعمل عليه حتى اللحظة. وعلى الرغم من المحاولات العديدة للتعاون من أجل اصدار المطبوعات، لكنني فضّلت التأني والعمل من جديد وبدقّة أعلى على تقطيع الليالي، وإعادة صياغة الحكايات وتجميعها بطريقة تجعلها صالحة درامياً للنشر في كتيب واحد. فالمشروع متسلسل وغير متسلسل في الوقت نفسه، أي أنّني حاولت جهد الإمكان المحافظة على تسلسل الحكايات كما وردت في الكتاب الأم، رغم ان بعضها من دون نهايات أو متداخل مع حكايات أخرى بعيدة نسبياً من حيث التسلسل.