فضاءات

عريان السيد خلف: أنا محكوم بالإعدام وما حسبوني سجينا سياسيا لولا...! / صباح محسن جاسم

عريان السيد خلف، الشاعر العراقي المعروف، التقيناه أخيرا في منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس. هادئ كعادته، يتأمل كما فاختة تتطلع من على سعفةٍ الى اعذاقٍ مكتنزة بالخلال.
تبسّم مرحّبا، ثم على غرار اليومي صرت التقط من طيبه شذرات وامضة لحديث لاحق.
عن جديده اكتفى بالقول: "قصائدي محزنة تصيب سامعها بالكآبة والألم، ولا ارغب في تعكير مزاجك وانت تستريح بعد سفر".
حاولت ان استفزه كونه ولم يحتسب كسجين سياسي، تبسم مستدركا: "في دائرة السجناء السياسيين ما ارادوا احتسابي سجينا سياسيا، فاتهم اني محكوم بالاعدام مرتين. ولا استغرب تجاهلهم لرموز البلد الوطنية لولا رئيس المؤسسة بالوكالة نبّه حاسما: ولكم استحوا! هذا رمز وطني، اكو واحد ما يعرف عريان السيد خلف كم محكوم، هذا يطلب الحكومة عمر!".
ثم صار يدندن بقراءة مقطع من قصيدة "اين حقي" للشاعر الراحل محمد صالح بحر العلوم:
"طرقت على الحقيقة الفَ بابِ.. فلم اسمع لها رد الجوابِ".
وتابع السيد خلف قائلا: "هذه القصيدة للشاعر محمد بحر العلوم.. لي معه طرفة في الموقف العام بسجن بغداد - باب المعظم عام 1963 قبل ترحيلنا، وكنت اصغر السجناء ومدللا.. عادة نجلس على شكل حلقات نستمع الى احاديث وتحليلات وشعر. حين تجمعنا حلقة الحديث ونشرع نتسامر كنت اطوي وسادته لأجلس عليها. فيقطع حديثه منبها اياي:يا ابني راسي يقوم يوجعني ، انت ليش شاد عداوة مع المخدة مالتي؟!".
نتذاكر وبعض الأصدقاء - الحديث للشاعر عريان - ما يستكشفونه على الفيسبوك. اذ علّق احدهم وهو دكتور عراقي بالقول: "حاولوا تحصون عدد الذين غادروا العراق في هذه الأيام من المسؤولين في المطارات، ستدهشون لظاهرة سفرهم باعداد كبيرة وملحوظة!".
لم اكرر طلبي عن جديد قصائده المثيرة للحزن على حد قوله. وكأنما قرأ ما يجول في خاطري فاستدركَ: "ربما ادردش ببعض ما سمعت من متصفحي الأنترنيت على سبيل النكتة والطرافة".
قلت: لا بأس
-1-
واحد يقول:
" من جار الوكت صحنا الهذولاك/ اجو عالصوت فورا وانتَخوله
تمام احنا خلصنا من هذولاك/ بس شلون نخلص من هذوله؟".
-2-
واحد آخر يقول:
" ركْضوا عالصّنَم ﭽَـي بي صفر ينباع / من طاح العَلَم مَحّد ركَض شاله!".
-3-
واحد يقول :" نُـفيتُ واستوطنَ الأغرابُ في وطني / وحطّموا كلّ اشيائي الحبيباتِ".
مقطع:
"ﭽنـْت اسمْعه يفوت ويعَدّي / بَسْ هسّه من اسمعه يمْرد بـﭽبدي
من شفت الأمريكي امخوصَر ابغداد/ وعراقي عا الرصيف امقابله يقـدّي"
-4-
"ياهو اليجينا .. يصير ضرغام / لعد امّك قبل تكتب تقارير!".
وختم الشاعر عريان تعليقه إثر حديث دار حول الثبات المبدئي والتضحيات:
"اذا انت ثبت على المبادئ فهو واجبك كرجل، واما تضحيتك لبلدك فهي ضريبة المواطنة".
ودعته لألحق بالجلسة الصباحية المعتادة في كل يوم سبت واربعاء، في عشَّة الاتحاد العام للأدباء والكتّاب - قاعة الجواهري الكبير.