فضاءات

سامي جابر غفلة.. يجسد الوجع العراقي في منحوتاته / عادل الزيادي

أقام النحات المغترب سامي جابر غفلة، أخيرا، على قاعة قصر الثقافة والفنون في مدينة الديوانية، معرضه الشخصي الثاني، بحضور جمع من الفنانين والمثقفين والناشطين المدنيين والآخرين من متذوقي الفن.
ضم المعرض أكثر من أربعة عشر عملا نحتيا بأحجام مختلفة، جسد بعضها التراث، وبعضها الآخر جسد ضحايا الإرهاب ومعاناة الشعب العراقي. وقد أنجزت المنحوتات بمادتي الخشب والجبس، وغلب عليها الأسلوبان الواقعي والتعبيري.
وللفنان سامي جابر غفلة تجربة مهمة في مجال النحت، لا سيما بعد أن غادر العراق إلى إيطاليا عام 1979، ودرس فني النحت والرسم الحر هناك واطلع على الأعمال العالمية، ما تبلورت تجربته الفنية وتطورت بصورة كبيرة. وشارك الفنان غفلة في عديد من المعارض الفنية التي أقيمت في إيطاليا، حتى عاد إلى وطنه ليبادر إلى توظيف طاقاته الإبداعية في تجسيد معاناة ابناء شعبه وهمومهم وتطلعاتهم.
ورأى الفنان غفلة ان العراق بأمس الحاجة إلى إقامة المعارض الفنية، لا سيما النحتية منها، لغرض توصيف وأرشفة الأوجاع والمعاناة التي يواجهها العراقيون باستمرار، وأشار إلى ان أول معرض أقامه في العراق، كان قبل هجرته عام 1979، وقد ضم وقتها أعمال رسم ونحت.
مدير البيت الثقافي في الديوانية ماجد البصري، سجل لـ "طريق الشعب"، انطباعه عن الأعمال التي تضمنها المعرض، وقال انها تميزت بالدقة في اختيار الموضوعات التي تعالج معاناة العراقيين باسلوب حضاري يؤشر التجربة المهمة والخبرة الطويلة للفنان غفلة.
أما الفنان التشكيلي رياض الشاهر فقد أشار إلى ان "المعرض يمثل بارقة امل في سماء تكاد تكون هويتها ضبابية"، لا سيما ان الفنون اخذت قسطا كبيرا من التهميش في البلد, وواجهت الإرهاب الداعشي الذي يسعى إلى طمس حضارتنا بجميع روافدها"، مضيفا "أن الرد الأمثل على هجمة عصابات داعش المتخلفة، يتمثل في الاستمرار بإقامة المعارض والمهرجانات الفنية بمختلف أشكالها وصورها، وتجاوز المحن واحتضان المبدعين ورعايتهم".