فضاءات

هكذا علمتني صحافة الشعب !/ أسامة عبد الكريم*

كانت صحيفة «كفاح الشعب» التي صدرت في عام 1935 كصحيفة مركزية للحزب الشيوعي العراقي ، لكل المناضلين الذين ننظر لهم كرعيل اول . ومثلما دائماً نتمثل ونتمسك بمعلمينا او اخوتنا الكبار، وفي الوقت نفسه ننسى انهم كبار، لكي نقتدي بهم في حب الوطن والدفاع عن المحرومين وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والمواطنة. انهم الشيوعيون العراقيون الذين تغلب عليهم مصالح العمل الذي يأتي قبل العاطفة. هؤلاء اناس كرسوا أنفسهم لخدمة الآخرين بنكران ذات واصرار على العمل وسط الجماهير العمالية، مساعدين على تطوير وعيها وتنظيمها. اناس تصدروا النضال الجماهيري ضد الطائفية والفساد الاداري والمالي والتطرف الاعمى واعمال العنف.
تعلمت من صحافة الشعب.. صحافة الحزب الشيوعي الكثير. تعلمت المعايير المهنية الموضوعة والقدرة للتطوير ضمن افق برؤية واضحة للنهوض بالصحافة الوطنية. كانوا يطمحون الى صياغة جديدة لتغيير نمط وطبيعة العلاقة بين الاعلاميين والنظام السياسي في وطننا، لأجل ان تقوم العلاقة على أساس المهنية واحترام الرأي العام. انهم يمتلكون السمعة الطيبة والسيرة الحسنة ونظافة الايادي في مهنتهم الصحفية. صارت صحافة الشيوعيين العراقيين مثل كراس يحوي على مادة قراءة ممتازة لكل الناس، للعمال والشباب الذين سيتعلمون منه كيف ينبغي لكل عامل واع طبقيا أن يعيش و يتصرف.
بعض الاحيان نصاب بالغفلة ونقع في الخطأ بالقصد او دون قصد في حقنا أو حق غيرنا، قد نفقد احترامنا للكبار وتقديرنا للصغار أو تكون تقديراتنا للأشخاص الذين لا نعرفهم خاطئة، فنلجأ للاعتذار! علمتنا صحافة الحزب الشيوعي أهمية التواضع .. هكذا علمتني صحافة الشعب!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رسام كاريكاتير