فضاءات

التحريض في المقال الصحفي لدى أبوكاطع -2- / إحسان شمران الياسري

ما إله مچان!!
كتب أبوﮔـاطع هذا المقال وهو يبحث في فكرة المساواة في الحقوق وعدم التمييز بين طبقات الشعب، خصوصا وأن القضية تتعلق بالعمال.. فقد قرأ لخلف الدوّاح إيضاحا من وزارة النقل بعدم وجود مجال لشمول العمال بتخفيض أجور السفر بالقطار.
(فسألني خلف الدواح: شنهو معنى چلمة مجال؟
فأجبت: هيَّ يا أبو حسين (قضية) المجال تـﮔـدر تـﮔـول عنها (مچان) وچنّا ﮔــبل نكتب بالجريدة نـﮔــول مثلا (أفسح له مجال) لكن فيما بعد، طلع إلنا واحد صَفِح.. نبش القاموس وﮔـال: غلط تـﮔـولون (أفسح له مجال) الصحيح تـﮔـولون (أفسح له في المجال) ثانية وبعد يا أبو حسين.. وهنا قاطعنى بنفاد صبر: أشطوّلتها.. وعرّضتها..! خششتنا بالقاموس: أفسح له مجال.. أفسح له في المجال.. آنه ياهي مالتي.. عسى ما يفسح كل مجال ولا في كل مجال. المهم ما دام المجال هو (المچان)، أﮔــول اشماله هالقطار اشطوله اشكبره ما بيه مچان للعامل؟!
اشمعنى انتم الكم تخفيضات (مفسوح الكم في المجال!!) والعامل لا مجال لشموله؟! اشماله هالمجال يم العامل وصار ضيّج كلّش.. مثل عيديات شيخ بربوت.. بمصباح العيد ﮔــام يوزّع على أولاد أولاده ليرات.. ولما إجاه ابن الـﮔــهوچي مد أيده على جيبه الثاني واطلع له (عانه) وﮔــال: هاه.. يا حيف والله آنه ابن چثير ما ظل بجيبي غير هالعانه.. إخذها ولك إخذها.. نصيبك لو چان عظم كِدّه!!
وچان يجاوبه الـﮔـهوجي: اشماله نصيبي حتى بجيوبك ما لـﮔــه إله مچان!!
ما هو دور الصحافة؟
كتب هذا المقال للتحريض على التعاطي مع الصحافة بايجابية وأخذ ما تنشره من هذا الوجه.. فللتعبير عن حجم ونشاط أية فعالية اقتصادية راهنة، أو محتملة، يستعمل المتخصصون وحدات قياسية، مثل: الميگاواط والكيلو متر والطن والدولار و.. الخ..
ولكن يستحيل إيجاد وحدة قياسية للتعبير عن مدى حماسة الجماهير، وحجم طاقاتها المبدعة، أو سلبيتها ولا مبالاتها، إزاء فعالية راهنة، أو خطة تنمية بعيدة المدى.. بديهي أن الخطة واضحة، في ذهن المخطط، ولها جدول زمني.. وأفترض الوضوح الكامل، في ذهن المخطط، لحقيقة أن الجماهير وحدها أداة تنفيذ وتطبيق الخطط.
إذا قُبلت هذه الملاحظات الأولية، نستطيع القول، بعد ذلك، إن التطور الاجتماعي (أو لنقل، مجازا، إن تقسيم العمل) وضع على عاتق وسائل الإعلام التقدمية (في مقدمتها الصحافة) مهمة التعامل مع هذا (المجهول) الذي لا يُعبّر عنه بالميﮔـاوط ولا الكيلو سايكل.
في حدود ما أعلم، فإن الصحافة التقدمية، في البلدان النامية خصوصا، تسير نحو هدفها (التعامل مع المجهول والتأثير والتأثر به) على سكة ذات خطين متوازيين:
الأول: وضع الحقائق بين أيدي القرّاء، لا تُجَمِّل واقعا متخلفا، ولا تُنمّي أوهام الاستهانة بالمصاعب. بل تستثير الحماسة الواعية والمنظمة وتفجّر الطاقات المُبدعة الخلاقة، لبناء الوطن، ضمن إطار التفاؤل العلمي.
الثاني: فضح وتعرية أفكار القوى المخلوعة تاريخيا. رصد أساليب أعداء المسيرة، وتسليط الأضواء على أساليبهم، التي تستهدف، من بين ما تستهدفه خلق حالة من السلبية واللامبالاة عند الجماهير..
ولكن (كُسرت) كاف (لكن!) يبدو أن هذا الدور الخطير الموكول إلى الصحافة، غير واضح لعدد غير قليل من المسؤولين في مؤسسات القطاع العام ودوائر الدولة، ويظهر عدم الفهم هذا في ثنايا الإيضاحات التي تصل (طريق الشعب) لدرجة تسمح بالقول إن نظرتهم إلى الصحافة وكأنها فضولي لا هم له إلا التلصّص على (العيوب)، وكلما (كان) بالإمكان استغفال هذا الفضولي، سار العمل أفضل وصار أكمل!