فضاءات

ناصر عبود / عباس الجوراني

مذهولا وقفت امام جسده المسجى على دكة المغتسل, فانا ازاء قامة عجنت عجنا بهموم العمال والدفاع المبكر عن قضاياهم, واختارت الشيوعية سلاحا في الدفاع , ناصر عبود هذا القائد العمالي الذي خبرته سنوات اربعينات القرن الماضي والى يوم ما قبل وفاته مدافعا عن قضايا شعبه ووطنه، حتى حياته ختمها في مغتسل المدينة العمالية للموانئ الابلة. مر أمامي وانا ارمق جسده شذرات كان يرويها لنا مذ قاد اول تظاهرة للعمال في عيدهم طرزت شوارع البصرة وساحاتها عام 1949 , حين كان على رأس التنظيم فجيش عمال النفط والسكك والموانئ والداكير وهم يحملون ( السفرطاس) بيد وقطعة قصيرة من سعف النخيل (جريد) يخفونها بين ملابسهم دفاعا عن انفسهم من توحش متوقع لشرطة نوري السعيد، اتمعن جسدك النبيل واتذكر جسارتك حين كلفك الشهيد (سلام عادل) وقيادة حزبك ان تجلب الهارب الموشك على الانهيار ( حميد عثمان ). فتقلب اوكار الموصل وكركوك بيتا بيتا وتجلبه ( قابضا ) وفق التوصيف العسكري.
عشت معك لحظات ( زفة ) سلام على ثمينة في وكر السيمر - البصرة تمويها من عيون الامن بان عائلة عادية تستأجر بيتا ابعادا عن اثارة الشبهات. انعم بهذه العائلة.
وبعد فماذا ننسى من محطات كنت ترويها لنا وانت تمر فيها , تنثرها خلقا انسانيا، انضباطا شيوعيا تحت اقسى الظروف بغداد، الجنوب، البصرة، الكويت، وبراغ بل كل مكان وطأته قدماك .
وهل انسى استقبالك في مقر المحلية البصرة في الحكيمية لشاب شيوعي عضو بسيط في خلية خرج توا من مديرية امن البصرة مزهوا بانتصاره عليهم نتيجة اضراب عن الطعام لمدة (23) يوما متوجها مباشرة الى مقر استقبله رفيق وما ان عرف بحالته حتى ( قلب الدنيا ) من اجل ان يحضر له طبيبا يوم كان المقر تحت رقابة اقسى همج عرفهم القرن (أمن صدام ), الشاب كان انا والكبير كنت انت ناصر عبود .
عشرات المحطات والمواقف كنت لنا فيها نعم المعلم، وسيد المربين، والقدوة، فمنذ سقوط النظام لم تغب عن اية فعالية يقيمها الشيوعيون ولم تتخلف عن اية دعوة دعوك اليها ملتزما وانيقا.
وفي الانتخابات لم تتخلف عن الذهاب المبكر الى المركز الانتخابي للتصويت لمرشح الحزب انت وعائلتك الكريمة. آخر انتخابات ذهبت لها بما يشبه الزحف محمولا على عربة كنت تخجلنا حين تغادر مؤتمراتنا الانتخابية مع الضيوف سواء بسواء تعتبر نفسك مراقبا، فلا تريد ان تميزها .
عزاؤنا انك غادرتنا مبتسما يا ابا خالد مت فهذا زمن اغبر لايليق بك وانت الكريم ولا تقف على موائد لئام.