فضاءات

ستوكهولم: وقفة تضامنية مع مطالب أبناء شعبنا العادلة من أجل حياة كريمة وضد المفسدين

: محمـد الكحط -ستوكهولم
تنادت العديد من الأحزاب والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني العراقية تلبية لدعوة التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم للوقوف يوم الجمعة 07/آب- أغسطس/2015، أمام السفارة العراقية في السويد، دعما وتضامنا مع انتفاضة جماهير الشعب العراقي ضد الظلم والعسف والفساد في تظاهرات سلمية في أغلب المحافظات والمطالبة بتوفير الخدمات وتحسين الوضع المعيشي والقضاء على الفساد والفاسدين في دولة تتلاعب بهـا أهواء السياسيين الفاشلين، ومما جاء في الدعوة ((ثارت الجماهير معبرة عن سخطهـا وأستيائهـا من تفاقم الأوضاع، وأحتجاجـا على التدخلات السافرة للطغمة الحاكمة في تركيـا على السيادة الوطنية العراقية والتي تدعم الارهاب الداعشي ضد شعبنا ووطننا، ومن هنـا وتضامنـاً مع أبناء شعبنـا العراقي العظيم ندعو جميع الوطنيين والديمقراطيين والشرفاء من أبناء الجالية العراقية للمشاركة والتواجد في التظاهرة الأحتجاجية والتضامنية والتي يدعوا إليهـا التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم.)).
في تمام الساعة الثانية من ظهر يوم الجمعة 7 آب تجمع أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم، من نساءٍ ورجال وأطفال وهم يحملون اللافتات التي تتضامن مع مطالب شعبنا وتدين ألإرهاب والفساد والعدوان التركي على الأراضي العراقية.
بدأت الفعالية التي شارك فيها الرفيقان بسام محي عضو المكتب السياسي وصالح ياسر عضو الجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، بالوقوف دقيقة صمت من أجل أرواح شهداء العراق وضحايا الإرهاب، وأنشد الجميع النشيد الوطني "موطني.."، تلاها الترحيب بالجميع وكلمة التيار الديمقراطي التي قدمها الزميل الفنان التشكيلي العراقي نبيل تومي، المنسق المناوب الحالي. ومما جاء فيها، ((الأعزاء ممثلي قوى والأحزاب الوطنية العراقية العاملة على الساحة السويدية كل الأحترام، العزيزات والأعزاء ممثلي وأعضاء منظمات المجتمع المدني المحترمة، الأخوات والأخوة الشخصيات الوطنية الديمقراطية المستقلة أحترامي الكبير، تحية حب وسلام من زملائكـم في تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم مرحبين بحضوركـم ومشاركتكـم هذه الوقفة الأحتجاجية التضامنية مع ثورة أبناء الشعب العراقي السلمية المطلبية. ان ما حدث في 31- تموز الماضي هو نتيجة حتمية للصبر الطويل الذي صبره الشعب منتظرا من الحكومات المتتالية تغييرا باتجاه الافضل ولكن ذلك لم يحصل بل بالعكس أزدادت المعانـاة، وكان الشعب في واد والمسؤولين والحكومة في واد آخر ... وأكتشفت الحقائق بأنهم يضحكون على ذقون العراقيين بالكلام الأجوف والخطابات السمجة والوعود الكاذبة.. مما ادى الى خروج الشعب الى الشوارع مطالبين بحقوقهم المسلوبة وأموالهم المنهوبة سيمـا وأهمـها الكهرباء والماء والدواء، وبقية الخدمـات .... لقد أثار تحرك الجماهير فينـا الآمال الكبيرة والشعور بالفخر مجدداً بأننـا عراقيين ولقد جددت أمالنـا بأن هذا الشعب هو مثل طير العنقاء لا يلين فهو شامخ ولا يرتضي الذل والمهانة. وحيث جاءت تظاهرات الشعب بالتزامن مع التدخل السافر للسلطة التركية الحاكمة والتي يعرف الجميع مدى وقوفهـا ضد العراق وكـم ساندت الإرهاب الداعشي واليوم تدخل اللعبة من باب آخر بحجة ضرب داعش وغيرة وهذا كذب صارخ وإنمـا لهـا كمـا تعرفون أجندات ومخططات آخرى لا تخفي على أحد، ولا يفوتنا أن نذكر بأن تحقيق أي انتصار لا يتـم إلا بتكاتف أبناء الشعب العراقي في صف واحد والوقوف مع قوى الشعب الوطنية المؤمنة بالديمقراطية والمجتمع المدني فهي السبيل الوحيد لإنقاذ العراق من محنته والمضي سريعـا للحاق بركب الأمم. وبتالي نرى من كل ما تقدمنا به أن اليوم نحن في أمس الحاجة وأقصى درجات الضرورة في الوقوف جميعا احزابا ومنظمات مدنية وحقوقية معـاً في وجه كل أشكال الفساد والمفسدين وكشفهـم وتعريتهم ورفض نظام المحاصصة المقيت...)).
ومن ثم مجموعة من الهوسات الشعبية ضد الفساد القاها عاكف سرحان، بعدها كلمة الحزب الشيوعي العراقي قدمها جاسم هداد ومما جاء فيها، ((تشهد العاصمة بغداد والعديد من مراكز المحافظات والأقضية والنواحي هذه الأيام تظاهرات احتجاجية حاشدة تعكس تذمرا واستياء متناميين في معظم أوساط شعبنا نتيجة توالي وتراكم الأزمات والفشل، على مدى ثلاثة عشر عاماً، في إدارة الدولة بمختلف مفاصلها ، واستشراء وتغول الفساد وتحوله إلى منظومات ومافيات تكاد تكون حاكمة في العديد من وزارات وإدارات وأجهزة الدولة، وهي تسرق المال العام بصورة منظمة وتستأثر عبر شركاتها الوهمية أو عديمة الأهلية بمشاريع الدولة لتنهب تخصيصاتها وتسيء أو تفشل في تنفيذها. ... وكانت السمات المميزة لهذه التظاهرات طابعها الشعبي والوطني العراقي، إذ كانت عابرة للطوائف والأثنيات والاديان، وتوحدت تحت راية العلم العراقي، وكان سلوكها سلميا وحضاريا رفيع، حيث لم يصدر منها انتهاك أو أعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، أو استفزاز للقوات الأمنية التي بدورها تعاملت بشكل سليم ومسؤول يستحق الثناء. وكانت شعارات المتظاهرين ومطالبهم مشروعة وواقعية تعبر بحق عن آلام ومعاناة شعبنا، وكذلك عن عزمه على رفض استمرار الأوضاع المتردية و مطالبته الحازمة للحكومة ورئيسها بالإصغاء إلى مطالب الشعب والشروع باتخاذ اجراءات لمعالجة ملف الخدمات، وفي مقدمته ملف الكهرباء....))، ثم ألقت العديد من الجمعيات والمنظمات كلمات، منها كلمة رابطة الأنصار قدمها النصير سعد شاهين وجاء فيها، ((نحييكم بحرارة ونشكر حضوركم هذا التجمع والوقفة التضامنية من ابناء الجالية العراقية في ستوكهولم تضامنا مع شعبنا العراقي في حركته الاحتجاجية التي تشهدها العاصمة بغداد و محافظات الوسط و الجنوب ضد الفساد ورموزه السياسية في أجهزة الدولة والبرلمان ومن أجل توفير الخدمات الأساسية لأبناء الشعب العراقي والتي تكاد ان تكون شبه معدومة، لقد أثبت شعبنا العراقي في نهضته هذه انه لطالما صبر على الويلات والمآسي التي مر بها في ظل حكومات المحاصصة الطائفية وسياساتها المقيتة والفاشلة، لكن للصبر حدود. لقد كنا دائما نؤمن بشعبنا العراقي وعلى قدرته على النهوض بوجه الظلم, وهاهم أبناء شعبنا يؤكدون ذلك. لنتضامن مع شعبنا العراقي وحركته الاحتجاجية, لنعمل سوية يدا بيد من أجل دعم شعبنا العراقي ضد الفساد والمحاصصة الطائفية ومن أجل حكومة تهمها مصلحة الوطن للخلاص من داعش والإرهاب، ومن أجل بناء البلد وتوفير الامن والأمان وبناء الدولة المدنية.))، بعدها قرأت العديد من القصائد الشعرية والشعر الشعبي، وألقت العديد من المنظمات كلمات تعكس تضامنها ووقوفها مع شعبنا في محنته وتطالب في إنهاء نظام المحاصصة الطائفية السيء الصيت، ومحاسبة المفسدين.
وتوجه وفد يحمل رسالة بأسم المجتمعين الى الرئاسات العراقية الثلاث تسلمتها السفارة العراقية، ومن ثم جاء وفد من السفارة العراقية يتقدمهم السفير العراقي، وحيا الجميع، وأكد ان المطالب سوف تصل الى الرئاسات الثلاث، وتمنى تحقيق الأمن والمطالب. وأستمر التجمع مع الأهازيج والهوسات والشعر والكلمات التي عكست الشعور العالي بالمسؤولية من قبل الحضور تجاه معاناة أبناء شعبنا، ورغم الغربة فهم صوت واحد مع شعبنا الأبي.