فضاءات

بورتريهات لوجوه معتصمة في لندن / عبد جعفر

عراقيون منفيون، يعتصمون بحب الوطن،لا يكلون ولا يملون من هذا الوله وأن بعد عنهم وقسى هذا الجميل الذي يسمونه (عراقا) يحملونه أينما رحلوا، رغم تعب السنين وخريف العمر الذي جاء مبكرا متزامنا مع وجع الغربة.
في وقفة الإعتصامات أمام السفارة العراقية في لندن، تبدو لتأملاتهم والشعارات التي يرفعونها حكايات وهم ينشدون ترميم وجه الوطن وعمليته السياسية من ركام الفساد وقبح المحاصصة والجريمة المنظمة والإرهاب.
فها هو أحدهم يتمنى أن لا تكون بغداد قندهار أخرى، في رسالة أننا اصبحنا بين مطرقة داعش وسندان الفاسدين، ويرفع عازف الساكسفون (عمار علو) العلم العراقي كي يستظل به ويتفخر في حمله، ويقف الأنسان الطيب (غانم أبوأسيل) متكئا على عمود ملصقا على عمود الإعلانات يداري وجع ظهره من الإنضمام للحشد ولكنه يبقى يتأملهم ويتمنى أن يكون واحدا منهم. وتحمل (حميد أبو أنور) عناء المجيء رغم أنه لم تمض فترة طويلة على العملية التي أجراها لركبته.وتغفو

الإعلامية (سهام الظاهر) وهي تغالب ألامها العديدة وهي تحمل الشعار، بينما تحمل الشاعرة (في ناصر) مكنسة الخوص في الإعتصام في دعوة لكنس الفاسدين، وقتها كان الدكتور (نعيم الشذر) الرجل الثمانينني، يخوض مع (كاكه فهمي) مسيرة الأصلاح وأين ستنتهي.
ويقف الإعلامي المعروف (عبد الرزاق الصافي) تحت مظلة الباص حاميا عظامه من تساقط المطر. ويرفع متظاهر أخر

أبنه ليضفي الفرح للأعتصام في مشاركة الطفولة. ويقف آخر وحده بعيدا عن الجمييع رافعا شعارا لا لإرهاب لا للفساد
وحملت الكاتبة (فيحاء السامرائي) والنصيرة السابقة (ماجدة) المراوح اليدوية (المهفات) للسخرية من فقدان الكهرباء في بلاد النفط والثروات.
وحرص الإعلامي (علاء الخطيب) على حمل العلم ، بينما قرفص الإعلامي (فلاح هاشم) مع (سهام الظاهر) في الحديث عن مصير الوطن. وتقف سيدة، بعد أن أتعبها الوقوف في موقف الباص وهي تحمل العلم الملون بإشارات حب الوطن. ووقفت طفلة أمام العدسة لتشكل بورتريت جميل في الإعتصام، بينما وقفت الناشطة النسوية (سعدية الصالح) ضاحكة وهي ترى عدستي تدور في لقطة لها.
ومن بعيد يقف موظفو السفارة العراقية وهم في حيرة من أمرهم ويتطلعون في هذا الجني الذي خرج من قمقمه نافثا دخان حسراته.
وبعيدا عنهم يقف الفنان (كاظم خليفة) وهو يرفع قبعته مع رفرفة العلم . ورغم مرضها جاءت السيدة (غنى الزهيري) للمشاركة وقد أتعبتها الحالة فجلست على الأرض وحين ألتقطت لها الصورة ضحكت ومدت يديها وقالت ساخرة جئت أشحذ الاصلاح.
الزمن يذهب وتبقى الصور خالدة في الذاكرة!