فضاءات

مسار الاصلاح بين سخط المتظاهرين وتسويف المطالب / عبدالكريم العبيدي

في الحادي والثلاثين من تموز الماضي، توهجت صفحة جماهيرية جديدة في تاريخ العراق السياسي، كتب سطورها آلاف المتظاهرين، ناشطون وأدباء وفنانون وصحفيون ومثقفون وطلبة وغيرهم، رسموا بحناجرهم آهات الشعب وغضبه وسخطه، من ما صنع المفسدون بوطنهم، وما آل اليه من فوضى وخراب نتيجة فسادهم المالي والاداري، واحالته، بكل خيراته وكنوزه الى مقتنياتهم الشخصية، دون الالتفات الى شعب وصل ما يقرب من نصفه الى تحت خط الفقر، ناهيك عن جحافل العاطلين عن العمل، وتفشي الأمية وتسرب الكثير من تلامذة وطلاب المدارس، اضافة الى سوء الخدمات، ودخول البلاد في أفق معتم.
لم يجد الشعب، في ظل هذا "التدمير المنظم" الاّ التظاهر، فكان مساء تلك الجمعة، في ساحة التحرير هو اللقاء، وهو المواجهة الأولى.
كانت المطالب واضحة، والهدف أكثر وضوحا، "لقد سئمنا منكم يا مفسدون، لقد ضيعتم وطننا بفسادكم، لم يعد لكم مكانا، ارحلوا".
أرعبت هذه الـ "ارحلوا" الكثير من "عروش الطغيان"، وأقلقت حيتان الفساد التي وجدت نفسها فجأة تحت قوة اليد الشعبية الحديدية الضاربة، فكان لابد من حل، ولا حل الا بالإصلاح الشامل، بدء من القضاء، ومرورا بالحكومة والبرلمان، وانتهاء بأصغر دائرة حكومية.
بعد رابع جمعة تظاهرات، في بغداد والمحافظات، وجمعة مدوية قادمة غدا، كيف نقرأ هذا التحول؟ وهل سيفضي الى نتائج ملموسة؟ وما هو مستقبل هذه التظاهرات؟ هل تكفي حزمة اصلاحات؟ وعدد من الاقالات والاستقالات؟، وماذا يريد العراقيون من وراء التظاهر؟
هذه الأسئلة، مع غيرها، يجيب عليها عدد من المتابعين والمراقبين وحتى المتظاهرين في هذا الاستطلاع.