فضاءات

ندوة حوارية عن الحراك الجماهيري في موسكو

موسكو / طريق الشعب
بدعوة من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في روسيا الاتحادية عقدت في موسكو يوم 12/09/2015 ندوة حوارية حول الحراك الجماهيري المدني شارك فيها جمع من المثقفين العراقيين والعرب وممثلو منظمات المجتمع المدني العاملة في موسكو .قدم الرفيق حسن النداوي سكرتير منظمة الحزب مطالعة وافية عن الحراك والذي جاء تتويجا لنضال جماهيري وعمالي لم يتوقف منذ عام 2011 ، تفجر هذا الحراك اخيرا وبشكل عفوي بسبب فقدان الكهرباء في درجات للحرارة وصلت ما فوق الخمسين، مشيرا الى القوى المدنية الفاعلة التي تقف وراءه والتي تمثل طيفا واسعا من ابناء الشعب ومن القوى المدنية والحزبية التي استطاعت تشكيل قيادة لهذا الحراك ، مبينا السمات الاساسية التي طبعت الحراك، حيث تميز بمشاركة واسعة من قبل جميع اطياف الشعب العراقي خصوصا الشباب ، ووطنية وواقعية المطالب والتوجهات التي رفعها ، والتنديد بالمحاصصة الطائفية المولدة للفساد والارهاب ، والتأكيد على سلمية الحراك .
وبين الرفيق انخراط حزبنا في هذا الحراك وهو من القوى الفاعلة والمؤثرة فيه ولم يدع تفرده بقيادة الحراك، وهو يحظى باحترام وتقدير القوى المساهمة فيه . ونوه المحاضر الى الدور المهم الذي لعبته المرجعية الشيعية باستجابتها السريعة واسنادها للحراك المدني والذي ساهم بتسريع حزم الاصلاح التي اقترحها رئيس الوزراء. وبما ان الحراك يمثل مجموعة واسعة من الطيف العراقي فلا غرابة ان ترفع شعارات مختلفة يجب التوقف عندها ، ومن ابرزها "اسقاط العملية السياسية " والدعوات الى تشكيل حكومة طواريء او حكومة تكنوقراط والغاء الدستوروالبرلمان . وهذا يعني عمليا القيام بانقلاب على الحياة الدستورية وخلق حالة من الفراغ السياسي والاداري في الدولة لصالح حكم يتمتع فيه رئيس الحكومة بصلاحيات غير مقيدة قد تقود البلاد لحكم ديكتاتوري تذكرنا بالديكتاتورية التي حكمت البلاد واوصلتنا الى ما هو عليه من وضع مزري . ان اوضاع البلد لا تتحمل مثل هذا التوجه فثلث البلاد تحت سيطرة الارهاب ويمكن للفراغ الذي سيحصل ان ينفذ من خلاله اعداء الشعب والوطن من الارهابين وفلول البعث لتمرير مخططاتهم الاجرامية ، مؤكدا ان هناك فرق بين وجود الفساد في البرلمان والبرلمان كمؤسسة دستورية يجب اصلاحها .
وتوقف الرفيق عند اصلاح العملية السياسية التي ستعزز الطابع الديمقراطي للمؤسسات ، والابتعاد عن المحاصصة الطائفية وتشريع القوانين التي تنظم عمل الاحزاب السياسية، واقرار قانون الانتخابات واعطاء الهيئات المستقلة دورها المستقل وابعادها عن المحاصصة الحزبية، وتحرير القضاء من سيطرة السلطة التنفيذية ، وبدون قضاء مستقل سيبقى الفساد والارهاب مستشريين .
بعد هذا العرض ساهم الكثير من الحضور بمناقشة الوضع السياسي في العراق حيث عبر اغلب الحضور عن دعمهم للحراك واهمية استمراره وعبروا عن تخوفهم من احتوائه ، منهم من طالب بالحذر من تصعيد الحراك كي لا تستغله القوى المناوئة للعملية السياسية والبعض يؤكد على شرعية المطالب ولكنه يعتقد ان القوى المناهضة هي التي ستستفيد منه ، لذا يعتقد ان توقيته غير مناسب بسبب ان المعركة الحالية يجب ان توجه ضد الأرهاب الاصولي (داعش ) .عبر قسم من المثقفين العرب عن دعمهم للحراك الجماهيري ، معتبرين ما يجري من حراك في العراق ولبنان موجة جديدة من النضال في المنطقة العربية ضد الفساد والمحاصصة الطائفية والاثنية التي تحاول تفتيت وحدة شعوب بلداننا .