فضاءات

صفحات مجيدة من نضال الشبيبة الأنصارية / يوسف ابو الفوز

في عام 1975 ونتيجة للظروف السياسية البوليسية، لجأت قيادة اتحاد الشبيبية الديمقراطي العراقي (اشدع) ، الى تجميد نشاط الاتحاد، وبعد انتقال غالبية القوى الوطنية الى معارضة النظام البعثي البوليسي، وانتهاء تجربة الجبهة الوطنية ، بادرت الكوادر الشبابية الشيوعية في اشدع الى الدعوة لمعاودة نشاط اشدع ، الذي ومنذ عام 1979 بدأ معاودة نشاطه وتشكيل هيئاته القيادية داخل وخارج الوطن، وبذلت جهود كبيرة لعودته كفصيل نضالي في الحركة الوطنية .
في تلك الفترة، انتقل الحزب الشيوعي العراقي الى المعارضة المسلحة للنظام الديكتاتوري، وتشكلت قوات الانصار التابعة له، وكانت مناطق كردستان ساحة لنشاطها النضالي العسكري والسياسي . وضمت فصائل الانصار الكثير من الكوادر والاعضاء العاملين في صفوف اشدع . ومع بدء تشكيل اشدع لهيئاته القيادية داخل الوطن وخارجه ، تشكلت له هيئات قيادية في مناطق عمل الانصار، وكان ذلك في عام 1982 في قاطع السليمانية وكركوك وفي قاطع بهدينان . وفي ربيع عام 1983 عقد اشدع اجتماعا موسعا للشبيبة الانصارية ، تمت فيه دراسة واقع وعمل الشبيبة ، واقر الاتحاد مشاركتة في الكفاح المسلح لاسقاط النظام الديكتاتوري ، وذلك بخوض العمليات العسكرية المشتركة مع فصائل الانصار للقوى الوطنية ، وخلال سنوات النضال المسلح للقوى الوطنية سقط العديد من كوادر واعضاء اتحاد الشبيبة شهداء في ساحات معارك الشرف. وفي عام 1984 كان اشدع عضوا فاعلا في تشكيل اللجنة العليا للتنسيق بين المنظمات الطلابية والشبابية الديمقراطية في كردستان وعموم العراق. وخلال الانتفاضات الجماهيرية التي حصلت في مختلف مدن كردستان كان اشدع مشاركا حيويا، حيث ساهم اعضاؤه في الانتفاضات وقيادتها ورسم سياستها. ومنذ بدء النظام الديكتاتوري حربه العدوانية ضد الجارة ايران، ومع تطوراتها اللاحقة، بتحولها الى حرب عدوانية من الطرفين، وقف الاتحاد موقفا معارضا لها، وطالب بوقفها الفوري وثقف جماهير الشبيبة بمخاطرها، وفي كردستان عملت الشبيبة الانصارية بتفان لبث الوعي ضد الحرب بين صفوف الجنود الهاربين وشبيبية القرى والقصبات، ونفذ الانصار عمليات نوعية، كان لاعضاء اشدع مساهمة بارزة فيها، ونظموا نشاطات باستمرار ضد التنجيد القسري، ورفع الانصار بأستمرار الى جانب الحركة الوطنية شعار ( الجنود اخواننا والنظام عدونا ) وقد لاقى قبولا عند قطاعات اسعة من الجنود الذين ابتلوا بنظام شوفيني حول شباب الوطن الى وقود لمطامع ديكتاتور شوفيني حلمه ان يكون شرطيا للمنطقة. واقامت الشبيبة الانصارية الكثير من النشاطات الثقافية سواء في المقرات الخلفية او المفارز المتحركة حين تكون الظروف مؤاتية ، فقد شهدت العديد من القرى معارضا للرسوم والصور، وقدمت الكثير من المحاضرات التثقيفية. وشهدت مناطق كردستان تحضيرات لمؤتمر الشبيبة والطلبة الذي اقيم في موسكو عام 1985 ، حيث اقام الانصار مهرجانا رياضيا كبيرا في منطقة بهدينان.