فضاءات

على هامش مهرجان اللومانتيه.. حقيقة حلم....قصة شهيدة شيوعية

طريق الشعب/ باريس
على خشبة مسرح خيمة طريق الشعب....كان الكفن- الشراع مفروشا على نصف مساحته،..ربما توقع البعض أن ما سيشاهدونه مشهدا كوميديا مثلما تم تقديمه في اليوم الأول، ولكن الصوت جاء على ما متوقع...(حفزتُ إيقاع روحي الداخلي...ورسمت لها هيكلا..فاخترقت الجدران..وتخطت المسافات) كان هذا الصوت هو صوت الطفل الذي كبر في السجن حين ولدته أمه الشهيدة الشيوعية،..كان يرى روحه تطوف العالم رغم أن جسده حبيس الجدران الأربعة، لهذا كان يتحدى كل ما يحيط به..أحيانا يلتف بهذا الشراع ويحلق بعيدا في فضاءات الحرية التي رسم لها أكثر من عالم في روحه...كانت الروح ترتقي بطموحاتها وهواجسها والجسد ينكمش على خلاياه فليتف بالكفن...يعود صغيرا مثلما يوم ولد..يتذكر صوت أمه وهي تهدده..ويبدأ حواره مع الروح عن ذلك الصوت الذي لم يفارق مسامعه وكأنه مستمر في مناغاته له..
كان الحوار والذي انسجم تماما مع حركات الممثل ينقل المشاهد إلى واقع محسوس..واقع عاشته شخصية المشهد الذي أبدع في تقديمه الفنان سعد عزيز دحام والذي يقول أن هذه المونودراما هي عن قصة حقيقية عاشتها امرأة شيوعية تم اعتقالها هي وزوجها وكانت حاملا بابنها الذي ولد في السجن..وقد أعدمت أمه بعد ولادته بأربع سنوات..وأسم العمل هو حقيقة حلم من تأليف وإخراج وتمثيل الفنان سعد عزيز دحام...وقد ساعده في الإخراج الفنان كمال البياتي والفنان هادي الخزاعي.