فضاءات

مهرجان اللومانتيه.. اليوم الأخير في القرية الأممية

طريق الشعب/ باريس
الصباح في باريس يوم الأحد وهو اليوم الثالث من مهرجان القرية الأممية، لم تبخل فيه السماء بمدرارها..وطلائع موجات البرد هذا العام في أوربا قد حزمت أمرها في المجئ ربما لكي تودع الدفء الذي خلقه الاحتفال خلال اليومين الماضيين، الخيام التي لم يحالفها الحظ في الحصول على موقع على الشوارع الإسفلتية انخفض عدد زوارها لهذا استوعبتها الخيام الأخرى بكل الفرح والنشاط ليتزودوا منها بأنواع من مأكولاتها الوطنية، الخيمة الكبيرة للحزب الشيوعي الفرنسي (أكورا) كان تلملم نفسها وكأنها تريد أن تودع المهرجان سريعا، الأحزاب الأخرى أعلنت تخفيضات مغرية عن مأكولاتها، مع هذا كان الإقبال على مأكولات خيمة طريق الشعب كبيرا، مما أدى إلى نفاد( الكباب العراقي وأسياخ لحم الدجاج) بعد منتصف النهار، لم يبق سوى الشاي العراقي الذي يعبق برائحة الهيل، لهذا لم يبق سوى (الفلافل) والتي ازدحم زوار القرية الأممية للاستمتاع بهذه الأكلة الشعبية.
الرفاق القادمون من البلدان القريبة حزموا أمرهم بالعودة عصرا، ولم يكن أمامهم غير أن يحزموا حقائبهم بعد أن طلبوا من فرقة الخشابة البصرية أن يقدموا لهم وصلة غنائية تنسيهم تعب هذه الأيام، وبالفعل صعدت الفرقة ومعها الشاب شفاء ألشطري ليقدموا وصلتهم الغنائية بعد أن سبقتهم شاعرة في الأصل مغربية طلبت أن تقرأ قصيدة عن بغداد باللغة الفرنسية في عام 2003، ومن ثم جاء دور الصحفية فوزية العلوجي لتقرأ قصيدة (قالوا شيوعيين) للشاعر خلدون جاويد بطلب منه.
ربما هذا العام ولأول مرة في عمر خيمة طريق الشعب تنتهي مبكرا، وهذا ما جعل الرفاق يقومون بتنظيف الخيمة وجمع كل الأغراض التي سوف تستخدم في العام القادم، ليبدأ بعدها عناق الوداع وتبادل أرقام التلفونات خاصة من قبل الرفاق الذين يأتون لأول مرة.
انتهت الأيام الثلاثة من مهرجان اللومانتيه والذي لا يختلف عن العام الماضي بكل شيء إلا في مواصلة النضال من أجل سعادة البشرية، ومن أجل عالم ينعم بالسلام والمحبة والتسامح.