فضاءات

هل تحافظ المكتبات العامة على دورها؟ / محمد الحكمت

رغم الإقبال الضعيف على المكتبات العامة، والاعتماد على مواقع البحث الالكتروني ومحركات البحث في إيجاد الكتب والمعلومات، إلا أن المكتبات تصارع من اجل الحفاظ على قيمة الكتاب الورقي، والحفاظ على دورها في زيادة الوعي الفكري والعلمي لاسيما للشاب العراقي.
ورغم النقص الكبير في الكتب، الذي أحدثه النظام السابق عندما جرد المكتبات الحكومية من الكثير من الكتب والمصادر، في خطوة تعبر عن تبعيث العقل وجعله ضمن إطار ايديولوجي معين، تعمل المكتبات اليوم لسد هذا النقص وتوفير ما يمكن توفيره للقارئ، من خلال تبرعات المواطنين ودعم مؤسسات ودور النشر لها عن طريق توفير المصادر والكتب للمكتبات، ومن اجل جذب الشباب تعمل بعض المكتبات على إقامة العروض السينمائية للأطفال وإقامة معارض للكتاب، وفيما يخص المكتبات الجامعية أقامت المكتبة المركزية في جامعة بغداد – الجادرية، نشاط الإعلان عن?القراءة السنوية لتشجيع الطلبة على القراءة العام الماضي.
من جانبها قالت مديرة قسم المكتبات في محافظة بغداد سهيلة غافل محمد لـ"طريق الشعب"، انه "توجد لدينا 24 مكتبة منها 18 مكتبة فعالة، بضمنها قاعة في منطقة الراشدية مخصصة للمناسبات الدينية والأعراس وقاعة أخرى مؤجرة من قبل قناة فضائية، و4 أخريات في طور إعادة بنائها كمراكز ثقافية في منطقة التاجي والطارمية والمأمون والنهروان".
وبينت، انه "بالرغم من التبرعات والهدايا التي تأتينا من مواطنين ومن منظمات مجتمع مدني ووزارة الثقافة ومن بيت الحكمة، لنعمل على سد النقص الحاصل في المكتبات، فان السرقة التي حصلت في العراق أثناء سقوط النظام سنة 2003 شكلت خسارة كبيرة للمكتبات"، مؤكدةً "قيام فعاليات في بعض المكتبات فضلا عن عروض لأفلام سينمائية للأطفال، للتشجيع على زيارتها"، وأضافت "إن قسم المكتبات في المحافظة يقوم بجرد وإحصاء الكتب في المكتبات كل سنة أو ستة أشهر، ويتم صرف الأموال من الحسابات في محافظة بغداد ليتم شراء الكتب من قبل لجنة مختصة، نظ?ا للطلب المتزايد عليها من قبل رواد المكتبات".
وذكرت أنه تم إنشاء مكتبات في بعض المدارس التابعة لوزارة التربية، و"إننا نحاول إنشاء مكتبة مركزية داخل المحافظة وهذا يتطلب جهدا كبيرا".
وعن آلية إعارة الكتب أوضحت أن المكتبات لا تستلم أي مبلغ من المواطن مقابل إعارة الكتاب، ولكن تستلم أوراقا ثبوتية شخصية كهوية الأحوال المدنية أو جواز سفر أو بطاقة تموينية.
وفيما يخص تعيين أمناء المكتبات قالت: يجب أن يكون أمين المكتبة من ضمن الاختصاص، أي خريج كلية الآداب قسم المكتبات، لكن قليلا ممن يأتون هم من ضمن اختصاصهم، وان أمين المكتبة لا يستطيع أن يدير المكتبة من الناحية الإدارية كونه مخصص للترجمة وتصنيف وفهرسة الكتب، ونحن كإدارة نحاول أن نزيد خبرات الأمناء والمنتسبين في إدارة المكتبات للنهوض بواقع إدارة المكتبات في العراق.
وفيما يخص المكتبات الجامعية قالت م.م عائدة مصطفى سلمان أمين عام الأمانة العامة للمكتبة المركزية في جامعة بغداد لـ"طريق الشعب"، توجد في كل كلية مكتبة خاصة بها توفر متطلبات الطلاب من المصادر والبحوث ورسائل الماجستير، وتضم المكتبة المركزية كتبا تدعم المنهج العلمي لطلبة الجامعة وتحوي المكتبة المركزية الاطاريح التي تخص بحث تخرج الطلبة، ويتم تزويد المكتبة بالكتب المنهجية بالتعاون مع مؤسسات يصل عددها الثلاثين مؤسسة.
وذكرت سلمان أن "دور محافظة بغداد لا يذكر، إذ على المحافظة أن تعيد إحياء المكتبات العامة التي لها دور أساسي في تثقيف الشباب في وقتنا الراهن، علما أن عدد الكتب في المكتبة المركزية يقارب الـ350.000 كتاب، وأما مكتبة مجمع باب المعظم فيصل العدد إلى ما يقارب الـ450.000 كتاب، وتقسم المكتبة المركزية إلى قسمين المكتبة الأولى في مجمع الجادرية وتغطي التخصصات العلمية والمكتبة الثانية في مجمع باب المعظم تغطي التخصصات الإنسانية".
وأوضحت أن "عملية جرد الكتب تتم وفق آلية معينة، إذ تقوم لجنة مختصة بجرد المكتبات سنويا وتساعد عملية الجرد على معرفة الكتب المفقودة وعلى ترتيب وتنظيم الكتب في محلها لتسهيل الوصول إليها، وبعد الجرد يتم استرجاع الكتب التالفة والممزقة لتجديدها وتأهيلها مرة أخرى، وتوجد لجنة شراء في كل مكتبة تتبنى عملية شراء وتزويد المصادر للمكتبة عبر تخصيصات مالية من رئاسة الجامعة.
وحول نشاطات وفعاليات المكتبة المركزية قالت: نحن نقيم بعض الدورات في مجال الأرشفة الالكترونية وامن أنظمة المعلومات وإلقاء الضوء على آخر مستجدات التقنيات والمعلومات المستخدمة في المكتبات لرفع مستوى الموظفين.
ولفتت إلى أن "المكتبة فيها قسم خاص وهو شعبة مركز مصادر المعلومات، تقيم فيه المحاضرات العلمية للطلبة، علما أن في سنة 2012 أقامت المكتبة المركزية بنشاط الإعلان عن القراءة السنوية لتشجيع الطلبة على القراءة والاستفادة من المكتبات وكان ارتياد الطلاب المكتبة جيد جدا.