فضاءات

قراءة في أوراق زمن عاصف! / مجيد إبراهيم خليل

أقام ملتقى الأنصار – البيشمركة في هولندا وجمعيته – الرافدين الثقافية ، أمسية ثقافية عن كتاب الرفيق النصير علي محمد: "أوراق من ذلك الزمن" الصادر أخيرا عن دار الرواد المزدهرة في بغداد، وبحضور النصير نصير عواد ليقدم قراءة للكتاب، حيث تم وفي أجواء احتفالية حفل توقيع الكتاب، وذلك يوم السبت 26/9/2015 في لاهاي.
أدار الأمسية الرفيق النصير سمير العتابي الذي رحّب بالحضور الكريم، وعرّف الجمهور بسيرة الكاتب ونتاجه الأدبي والإعلامي كذلك بالنصير نصير عواد. عواد أشار الى ظهور كتابات كثيرة بعد سقوط النظام 2003 حيث بدأت تتبلور سيرة أنصارية، ورأى أن المشترك بينها أنها تتتحدث عن الفترة من 1979-1989 وبمكان واحد هو كردستان كما أن الظروف الموضوعية التي تحيط بالكتابة متشابهة، والكتّاب/الأنصار يقدمون رؤى سياسية مختلفة ومتميزة، والنصير علي (أبو سعد/إعلام) يعرض رؤية سياسية، ويترك للقارئ الحكم على الحدث، وكثير مما عرضه هو حوادث بسيطة خلفها رؤية سياسية.
وعن هوية الكتاب رأى عواد أنه يندرج ضمن كتب السيرة الذاتية، فهو سرد استعادي للتجربة وهو أقرب الى كتاب المذكرات، وقد حاول الكاتب أن يكسر رتابة النص ب67 صورة إضافة الى شهادات من الأنصار، وقصص للكاتب سبق نشرها تندرج ضمن أجواء تجربة الأنصار، والوقائع في الكتاب تجاوزت كردستان، حيث استفاد الكاتب من الناحية الزمنية، أما المكان (كردستان) فهو يحمل معاناة الناس، وقد انعكست شحة الحياة على تفاصيله. أما عن لغة الكتاب فهي إعلامية، قصيرة وواضحة، متأتية من خبرة الكاتب الإعلامية.
أتاح النصير العتابي للكاتب أن يتحدث فأشار الى أن المادة الخام للموضوع واسعة جدا، وقد كتبه لغير الأنصار، فهو لم يكتب تاريخ الأشخاص أو المرحلة أو حياته، كما أنه نوّع أساليب الكتابة، دفعا لملل القارئ، فهو ليس الشخصية الوحيدة في الكتاب بل تحدث عن شخصيات بسيطة ومؤئرة وحوادث حياتية، ولم يكتب عن الأبطال أو الشهداء.
ساهم الحضور الكريم في إغناء قراء الكتاب، فراى الأستاذ ياسين النصير أن الكتاب "أوراق"، لذلك فهي متعددة ومتنوعة،تعكس أحداثا معيشة ومتخيلة، و"من ذلك الزمان" يعني وجود فاصل، ورأى أن الزمن الكردستاني مازال مستمرا، وليس هناك قطيعة، وعن هوية الكتاب اعتبره نصا تتداخل فيه الأحداث والأزمنة، يتكلم عن الجانب الخفي، وقد أظهر النص بعضها. الشيء الأهم والأعمق أن التجربة عن الحزب الشيوعي العراقي وتحناج الى أكثر من ضوء يسلط عليها. ذكر أن المثقف الشيوعي ناقد وليس مستسلما الى ما يقال، والوعي النقدي هو الذي يجعل المبادئ مستمرة.
جرت حوارات وطرحت تساؤلات عن مضمون الكتاب وطريقة سرده، خصوصا أن كثيرا من الحضور هم من الأنصار، وقد رأوا أنفسهم في ما طرحه الكاتب، فأبدوا ملاحظات تقييمية على طريقة العرض كما تناولوا من زوايا مختلفة اهمية توثيق تجربة الأنصار وتقييمها سلبا وإيجابا، وقيّموا عاليا جهد الكاتب في نقل تجربة ممتدة عبر المكان والزمان العاصف الذي نشهد استمراره وتداعياته.
وأنتهت الأمسية بتقديم باقتي ورد للنصيرين علي محمد – ابو سعد أعلام – و نصير عواد بإسم الملتقى في أجواء ترحيب الحاضرين لهكذا فعاليات.